عرض The Witcher 4 التقني يبرز جوانب جديدة تتجاوز مجرد لمحة عن اللعبة

بعد رؤية العرض التقني الخاص بلعبة خلال حدث State of Unreal 2025، استحضر الكثيرون ذكريات إطلاق لعبة Cyberpunk 2077 الكارثي عند الحديث عن أي مشروع جديد من CD Projekt Red، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالعروض التقنية المبهرة.

فبعد الوعود الضخمة التي سبقت إطلاق سايبربانك 2077 وما تبعها من مشكلات تقنية وأداء متذبذب على أجهزة الكونسول، أصبح اللاعبون أكثر حذرًا وتشكيكًا في العروض البراقة، ومع ذلك، قدم عرض The Witcher 4 التقني الأخير لمحة مطمئنة بشكل خاص، خاصةً مع ظهور أحد المطورين وهو يتحكم في العرض مباشرةً باستخدام ذراع تحكم بلايستيشن 5.

تلك اللقطة التي قد تبدو بسيطة “صورة المطور وهو يتحكم بذراع تحكم DUALSENSE“ تحمل في طياتها دلالات قوية تشير إلى أنها ليست مجرد لقطات مُعدة مسبقًا، بل هي دليل على أن المحرك والتقنيات قيد التطوير تعمل بالفعل على الجهاز المستهدف وبأداء لافت يبلغ 60 إطارًا في الثانية مع تفعيل تتبع الأشعة، هذا المشهد يبعث على الطمأنينة ويؤكد أن الاستوديو يسعى للشفافية ويتعلم من أخطاء الماضي.

كما أن الأساس التقني للعبة مبني على أرض صلبة وقابل للتطبيق العملي على أجهزة الكونسول، مما يقلل من احتمالية تكرار سيناريو الإطلاق المعيب.

ولا شك أن العرض التقني قد دفع النقاش حول مستقبل الرسوميات في ألعاب العالم المفتوح إلى مستوى جديد كليًا بتلك التقنيات الخاصة بمحرك Unreal Engine 5.6 التي تم تسليط الضوء عليها، ولكنه يحمل أيضًا ملاحظة هامة للغاية وهي “Technical Presentation not Gameplay” أي “عرض تقني وليس لعبًا فعليًا”، فما معنى ذلك حقاً؟ وكيف يتناسب مع أداء العرض على جهاز بلايستيشن 5 العادي بسرعة 60 إطارًا في الثانية مع تفعيل تتبع الأشعة؟

عندما يعلن مطور أن ما تمت مشاهدته هو عرض تقني وليس لعبًا فعليًا، فهذا يعني أن الهدف الأساسي كان استعراض قدرات المحرك والتقنيات قيد التطوير وليس بالضرورة تجسيد دقيق أو نهائي لما ستبدو عليه اللعبة الكاملة، وغالبًا ما تكون العروض التقنية مصقولة لإبراز أفضل ما يمكن للمحرك تقديمه في بيئة معملية.

لكن ما يجعل عرض The Witcher 4 استثناءً هو الإنجاز التقني الهائل الذي يكمن في تشغيله بكل هذه الجودة مع 60 إطارًا في الثانية وتفعيل تتبع الأشعة على جهاز بلايستيشن 5 العادي، وهذا ليس بالأمر الهين إذ يثبت أن CD Projekt Red بالتعاون الوثيق مع Epic Games لا يبنون مجرد أحلام بل يضعون أساسًا قويًا للعبة يمكن تحقيقها على أجهزة الجيل الحالي.

هذا يؤكد أيضًا أن الرؤية الطموحة للاستوديو ليست مقتصرة على أجهزة حاسوب فائقة بل هي موجهة لجمهور أوسع لتقلل بشكل كبير من المخاوف حول الفجوة بين العروض الأولية والمنتج النهائي.

وقد أكد متحدث باسم CD Projekt Red لـ أن العرض ليس The Witcher 4 نفسها بل هو أول لمحة عن التكنولوجيا المتطورة التي ستدعم اللعبة وأشاروا إلى أنهم فخورون جدًا بهذا الإنجاز المبكر معتبرين إياه دليلاً على الأساس التقني الذي يطورونه لدفع تصميم العالم المفتوح إلى أبعد مدى.

لقد غاص المطورون في العرض الذي ينبض بالحياة والذي يمثل حجر الزاوية لهذا الأساس التقني القوي والذي تمثل في عدة تقنيات مثل:

• Nanite Foliage (الأوراق والنباتات بتقنية Nanite)Lumen Global Illumination and Reflections (الإضاءة والانعكاسات العالمية)
• Chaos Physics (محاكاة الفيزياء)
• MetaHuman (الشخصيات البشرية الواقعية)
• ML Deformer – Chaos Flesh (مُشوه التعلم الآلي)
• UAF (Unreal Animation Framework) وFastGeo Streaming
• Motion Warping
• Multi-Character Motion Matching
• Mass Framework
• Unreal Animation Framework
• Fast Geometry Streaming
• ML Deformer

وعلى الرغم من أن العرض التقني ليس لعباً فعلياً فإن قدرة الاستوديو على تقديم هذا المستوى من الجودة على جهاز PS5 العادي مع وعد بمزيد من التفاصيل والتحسينات يضع توقعات هائلة لما ستكون عليه اللعبة النهائية.

هذا العرض لا يحدد مستقبل The Witcher 4 فحسب بل يضع معياراً جديداً لما يمكن أن نتوقعه من ألعاب الجيل الحالي والقادم ويؤكد أن CD Projekt Red قد تعلمت من أخطائها ولا تزال في طليعة الابتكار والإبداع في صناعة الألعاب.