الشيخ محمد أبو بكر يوضح موقفه من قرار نقله إلى الوادي الجديد ويصفه بالمنحة لا العقوبة

علَّق الشيخ محمد أبو بكر، إمام مسجد الفتح برمسيس، على قرار وزير الأوقاف بنقله للعمل إمامًا بمحافظة الوادي الجديد وأعرب عن مشاعره عبر صفحته على “فيسبوك” حيث قال: “وداعًا أيها الجامع العريق، دخلتُ جامع الفتح شاكيًا، وكنت أرغب البقاءَ في جامع الناصر صلاح الدين بالمنيل، فأحياني الله فيه، وها أنا أودّعه باكيًا”

وأوضح أبو بكر أن قرار نقله من إمامة هذا الصرح العظيم إلى محافظة الوادي الجديد جاء فقط لأنه سافر لأداء فريضة الحج رغم أنه قدم ما يفيد كونه محرمًا لزوجته التي تؤدي الفريضة هذا العام.

وأضاف: “لما بلغت بالنقل لجامع الفتح كنت مهمومًا حزينًا، فقالت لي زوجتي، حفظها الله، لعل الله يفتح بك ويعيد لهذا الصرح سابق عهده” ولم تمر إلا أيام معدودات وصار يوم الجمعة الذي أكون فيه خطيبًا حدثًا مشهودًا من الجماهير التي كانت تأتي من الصباح الباكر من شتى المحافظات رغم أن الشائع أن هذا المسجد ليس له جمهور ثابت لأنه يقع في ميدان رمسيس والعجيب أنه صار له جمهور ثابت في فترة وجيزة

وتابع أبو بكر: “كنت أشفق على رجال الأمن من صعوبة الأمر نظرًا للأعداد الغفيرة… فضلًا عن الدروس اليومية التي كنت أتعجب من حرص الكثير على حضورها والالتزام بها” وأكد أنه لم يفارق المسجد يومًا طوعًا بل أقصاه القدر وهو على يقين بأن الله لا يُضيع مَن أخلص له النية وأخلص العمل

وأشار إلى أن جامع الفتح سيبقى في قلبه وأن أهله وأحبابه ودعاؤهم له سيكون زاده في الطريق وقال: “اللهم اجعل ما قدمته خالصًا لوجهك مقبولاً عندك مباركاً في الأثر واجعل لي في كل مسجدٍ نصيباً من الدعوة والخير”

وأكد أبو بكر أنه لا يرى النقل لمحافظة الوادي الجديد عقوبةً وإنما يعتبره منحة إلهية وإن كان لا يفهم الحكمة فيها ولكنه يستند إلى قول ربه “والله يعلم وأنتم لا تعلمون” وقول ربي “ومَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًَا كَثِيرًَا وَسَعَةً”.

واختتم حديثه قائلًا: “وداعًا أيها الصرح العريق الذي أحسب أني لم أقصر في حقك يومًا؛ لا عملًا دعويًّا ولا إداريًّّا وتنظيميًّّا ولا عمل مستوى النظافة والصيانة التي كنت أنفق فيها من مالي الخاص ومن قوت أولادي” مضيفاً: “إن لم نلتقِ فيك فلنلتقِ في جنان الخلد بإذن الله”، وشكر كل من ساعده في هذا المكان العريق

يأتي ذلك بعد قرار الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بمعاقبة عدد من الأئمة بالنقل إلى محافظات نائية بعد مخالفتهم التعليمات والسفر لأداء الحج.