رئيس الوزراء يوجه رسالة للشباب بعد إطلاق الجيل الخامس من خدمات الهاتف المحمول

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال فعاليات إطلاق خدمات الجيل الخامس لشركات المحمول في مصر، حيث حضر هذا الحدث عدد من الوزراء ومحافظ الجيزة، بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء السابقين للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكبار المسئولين ورؤساء وممثلي شركات المحمول في مصر.

وأكد رئيس الوزراء أن تأكيد فخامة السيد الرئيس على هذا التوجه جاء جليًا في كلمة سابقة له، حيث أشار إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو القطاع الجدير بالانضمام إلى القطاعات الإنتاجية الأخرى لزيادة الإنتاج وفرص العمل والصادرات المصرية خلال المرحلة المقبلة.

وخلال كلمته، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح قاطرة التنمية في القرن الحادي والعشرين؛ ليس فقط لأنه من أسرع القطاعات نموًا بل لأنه يؤثر بشكل كبير في إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد الحديث وإحداث نقلة نوعية في تقديم الخدمات وإنتاج المعرفة وتطوير التعليم والرعاية الصحية والإدارة الحكومية، مشيرًا إلى أنه كان يتابع عن كثب جهود منح تراخيص الجيل الخامس لشركات المحمول بمصر وخطة إطلاق هذه الخدمات بما يتماشى مع رؤية الدولة لتطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للمواطنين والمؤسسات في مصر وبناء بيئة جاذبة للاستثمار، لذا حرص على أن يشهد توقيع أول اتفاقية لمنح تراخيص الجيل الخامس عام 2024 مع تذليل التحديات لمنح التراخيص لباقي المشغلين باستثمارات بلغت نحو 700 مليون دولار، مؤكدًا أن هذه الاستثمارات تعكس قدرة الدولة على تهيئة مناخٍ جاذبٍ للاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر.

وفي السياق نفسه، أضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه عند الاقتراب من تطبيقات الجيل الخامس فإننا لا نطلق فقط خدمة جديدة بل نؤسس لبنية تحتية ذكية قادرة على دعم الصناعات الرقمية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمدن الذكية والأنظمة السيبرانية وكل ما يرتبط بمستقبل اقتصاد المعرفة.

وانتقل رئيس مجلس الوزراء للحديث عن حرصه المستمر خلال زياراته الميدانية للمحافظات على متابعة تطور البنية التحتية الرقمية في مختلف أنحاء الجمهورية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية للتنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة، مشيرًا إلى إدخال خدمات الإنترنت فائق السرعة وتحسين جودة خدمات المحمول في القرى ضمن المبادرة الرئاسية الطموحة “حياة كريمة” كدليل واضح على التزام الحكومة المصرية بمد مظلة التحول الرقمي لجميع المواطنين ولاسيما في قرى الريف المصري حيث توفر هذه الخدمات فرصةً هائلة لأبنائنا للتعلم والعمل كمحترفين مستقلين.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “لا يفوتني هنا أن أذكر ما أشهده أيضًا خلال زياراتي المتكررة لمراكز إبداع مصر الرقمية ومدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية ومراكز التعهيد؛ فما رأيته من طاقات شابة مُبدعة ومُؤَهَلَة يجعلني أكثر يقينًا بأن العنصر البشري المصري شديد التفوق في هذا المجال. لقد رأيت شبابًا من خلفيات علمية متنوعة – من الحقوق والآداب والتجارة والزراعة والفنون – وقد قرروا العمل والانطلاق في هذا القطاع الواعد كما التقيت بشباب لم يجدوا فرصة في مجالاتهم التقليدية لكنهم امتلكوا الإرادة لإعادة توجيه مسارهم المهني نحو التكنولوجيا وحققوا نجاحات مُبهرة”

وتحدث رئيس الوزراء عن إحدى زياراته لمحافظة الوادي الجديد والتي التقى خلالها بفتيات مجتهدات يدرسن بمدارس التكنولوجيا التطبيقية ويحرصن على استكمال مسيرتهن التعليمية في الجامعات وهو الأمر الذي حدا بنا لإيلاء الأولوية لخريجي مدارس التكنولوجيا التطبيقية للالتحاق بالجامعات التكنولوجية، مشيرًا إلى أنه تم تحقيق إنجاز بصدور قرار من المجلس الأعلى للجامعات منذ أيام بفتح باب التقدم لخريجي الدبلومات الفنية المتخصصة من مدارس التكنولوجيا التطبيقية بما فيها مدارس WE للالتحاق بكليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي وهي خطوة تُعتبر الأولى من نوعها في هذا المجال.

كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولي لما شاهده من شركات تعمل على مضاعفة عدد موظفيها خلال أشهر وبعضها يعتمد على متخصصين يعملون من المنزل في محافظاتهم ومراكز تعهيد تقدم خدمات متقدمة لشركات عالمية بمجالات متخصصة تتراوح بين صناعة البرمجيات للسيارات والأمن السيبراني وصولاً إلى خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على مواصلة الحكومة التركيز على بناء المزيد من الكوادر البشرية بهذا القطاع مشيرًا إلى أحدث المبادرات الحكومية وهي مبادرة “الرواد الرقميون” التي تقام تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية لتدريب 12 ألف شاب وفتاة سنويًا من مختلف أنحاء الجمهورية بتخصصات متقدمة مثل الأمن السيبراني وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها مما يؤهل شبابنا لتحويل مسارهم المهني نحو الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وخلال كلمته أيضًا أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الدولة اليوم ومع إطلاق خدمات الجيل الخامس تتيح للبنية التكنولوجية بمصر قفزة نوعية جديدة تمكننا من تسريع التحول الرقمي بجميع قطاعات الدولة وتحقيق مستهدفات “مصر الرقمية” وربط المواطن بخدمات أكثر كفاءة وذكاء مجددًا إيمانه بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو قطاع الأمل؛ ففي وقت يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة يواصل هذا القطاع النمو بمعدلات تصل إلى 16% سنويًا كما أشار فخامة السيد الرئيس منذ بضعة أيام وما زالت فرص النمو بهذا القطاع عظيمة.

وقبل اختتام كلمته توجه الدكتور مصطفى مدبولي بالشكر لكل العاملين بهذا القطاع الحيوي ولشركائنا من القطاع الخاص المحلي والدولي الذين يُثبتون يوميًا ثقتهم بالسوق المصرية وبقدرات أبنائها وأقول لشبابنا: هذا وقتكم وهذه فرصتكم فالجيل الخامس ليس فقط سرعة أعلى للاتصال بل هو تمكين حقيقي لمواهبكم ولمشروعاتكم الناشئة وأفكاركم المبتكرة ونظرتكم المختلفة للمستقبل

وجدد الدكتور مصطفى مدبولي تأكيد الحكومة المصرية أنها ستواصل دعمها لهذا القطاع بكل ما يلزم سواء كان ذلك عبر البنية التحتية أو التشريعات أو التدريب أو الشراكات الدولية فنحن ملتزمون بتهيئة المناخ المناسب للاستثمار داعيًا جميع شركاء القطاع الخاص بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستفادة من هذه الإرادة الحكومية الصادقة لدعم تنمية هذا القطاع وضخ المزيد من الاستثمارات بالبنية التحتية الرقمية والاعتماد على العقول المصرية.

واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته قائلاً: “معًا نبني مستقبلًا رقميًا واعدًا تكون فيه مصر مركزًا إقليميًا للبيانات والبرمجيات والخدمات الرقمية… ونُسهم جميعاً حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني في بناء (مصر الرقمية)”