وفاة الحاج الليبي موسى محمد بو قرين في السعودية لهذا السبب .. رحيل في يوم مغفرة ورحمة

في مشهد أبكى القلوب وخيّم عليه الخشوع، توفي الحاج موسى محمد بو قرين، صباح يوم عرفة 1446هـ، أثناء أدائه مناسك الحج في صعيد عرفات، أحد أعظم وأقدس المشاعر التي يجتمع فيها ضيوف الرحمن، حيث ترفع الأكف وتتجه القلوب إلى السماء، طلبًا للمغفرة والقبول.

وفاة في أشرف الأيام وأقدس الأماكن

الحاج موسى، وهو أحد الحجاج القادمين من خارج المملكة، لفظ أنفاسه الأخيرة في لحظة إيمانية نادرة، وسط آلاف الحجاج الذين توافدوا إلى عرفات منذ ساعات الفجر الأولى. ووفقًا لزملائه في البعثة، فقد شعر بتعب مفاجئ وهو جالس في خيمته يدعو الله بخشوع، ليتبين لاحقًا أنه فارق الحياة بسكتة قلبية مفاجئة.

الأجهزة الطبية المتواجدة في المكان تعاملت مع الموقف بسرعة، لكن مشيئة الله كانت أسبق، فأسلم الحاج موسى روحه في المكان الذي طالما تاقت إليه نفسه لسنوات، وكان يدعو دائمًا أن يُختم له في أطهر البقاع.

رحيل يبعث الطمأنينة في القلوب

الوفاة في يوم عرفة لا تعتبر حدثًا عاديًا، بل لها رمزية دينية عميقة، فقد جاء في الأثر أن من يُقبض في هذا اليوم، وهو حاج، يكتب له أجر الحج كاملاً، ويُغفر له ما تقدم من ذنبه. هذا ما خفف من ألم الفقد لدى أقاربه، الذين عبّروا عن حزنهم العميق، ممزوجًا بالرضا بقضاء الله وقدره.

الصلاة في الحرم ودفن في أطهر الأرض

جثمان الحاج موسى نُقل إلى مكة المكرمة، حيث أُديت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام، وسط جموع من الحجاج والمصلين الذين دعوا له بالرحمة. وقد دُفن في مقابر المعلاة بمكة، لينال شرف الدفن في الأرض التي تُجاور بيت الله الحرام.

مجتمع الحجاج ينعى ويترحم

تداول العديد من الحجاج والمعتمرين خبر الوفاة بكلمات تفيض تأثرًا، حيث عبّروا عن تعاطفهم مع أسرته، مؤكدين أن وفاته في عرفات تمثل أُمنية يتمناها الكثير من المسلمين حول العالم، وقلّ من يُكرمه الله بها.

“اللهم اجعل هذه الخاتمة المباركة في ميزان حسناته، وارزقنا مثلها، ولا تحرمنا فضل هذا اليوم العظيم”، كتب أحد زملائه في البعثة على صفحته الشخصية.

وفاة الحاج موسى محمد بو قرين ستبقى خالدة في ذاكرة كل من عرفه، لا كرحيل حزين فقط، بل كمشهد إيماني مهيب، ختم الله به حياة رجل لطالما اشتاق للقرب من ربه في موسم هو من أعظم مواسم العبادة على الإطلاق.