“مش عارفين نروح الطرق قصيرة والفلوس الضعف” أسعار تذاكر السفر من القاهرة إلى الخرطوم تثير الضجة

بين آمال العودة إلى الوطن وتكاليف لا ترحم، يواجه السودانيون المقيمون في مصر تحديًا جديدًا عنوانه الرحلة إلى الخرطوم باتت مكلفة أكثر من أي وقت مضى. فمع اقتراب عيد الأضحى، شهدت تذاكر السفر من القاهرة إلى الخرطوم ارتفاعًا مفاجئًا، فاق قدرات كثير من العائلات.
قفزة صادمة في الأسعار
ارتفعت أسعار تذاكر السفر من القاهرة والإسكندرية إلى الخرطوم مباشرة من 2000 إلى 4500 جنيه مصري في أقل من أسبوع، وسط ازدحام غير مسبوق على الحافلات المتجهة إلى السودان. ويُعزى هذا الارتفاع الحاد إلى زيادة الإقبال، وتشديد السلطات المصرية لشروط النقل، إضافة إلى تشغيل حافلات جديدة بمواصفات عالية.
من اللجوء إلى العودة.. رحلة طويلة من الألم
منذ اندلاع الحرب السودانية في 2023، عبر أكثر من 4 ملايين سوداني الحدود المصرية، بحثًا عن الأمان. لكن اليوم، ومع تحسن الأوضاع الأمنية في بعض الولايات، خاصة الخرطوم وأم درمان، بدأت موجة عودة واسعة لم تشهدها البلاد منذ بدء الصراع.
تقول نجلاء عثمان، أم لثلاثة أطفال مقيمة في حي الهرم بالقاهرة:
“حاولت أن أوفر قيمة التذاكر من خلال بيع بعض الأثاث، فالحياة هنا لم تعد ممكنة. الإيجارات مرتفعة، والتعليم مكلف، والعمل نادر. لم نعد نحتمل الغربة.”.
500 ألف عائد متوقع في يونيو وحده
توقعت السفارة السودانية بالقاهرة أن يعود نحو 500 ألف سوداني خلال يونيو الجاري فقط، فيما تشير بيانات سابقة إلى عودة 250 ألفًا بين أكتوبر 2024 وأبريل 2025.
السلطات المصرية سمحت بزيادة عدد الحافلات اليومية إلى 300، بعضها ينطلق من العاصمة، والبعض الآخر من الإسكندرية، الأقصر، وأسوان، بهدف تغطية الطلب المتزايد.
شروط جديدة رفعت التكلفة
منظمو الرحلات يؤكدون أن الشروط المصرية الجديدة – التي تلزم الشركات باستخدام حافلات مكيفة وحديثة، وتمنع التحميل الزائد – زادت الكلفة التشغيلية بشكل كبير. كما أن معظم الحافلات تعود إلى مصر فارغة، ما يضاعف الخسائر ويزيد الضغط على الشركات.
المطر قادم.. والعودة قبل الفيضان
يخشى كثير من العائدين من التأخر في العودة إلى ما بعد شهر يونيو، إذ تبدأ السيول والفيضانات عادة في يوليو، ما يجعل الوصول إلى بعض مناطق السودان شبه مستحيل، خاصة في ظل انهيار البنى التحتية بسبب الحرب.
دعم محدود.. وأحلام ثقيلة
رغم الجهود التي تبذلها السفارة السودانية لتسهيل العودة – بما في ذلك الإعفاء الجمركي لبعض الأمتعة، والتسهيلات الورقية – فإن كلفة الرحلة لا تزال عبئًا ثقيلًا على كثير من الأسر.
في حي عابدين، تجمعت مبادرات شبابية لتقديم الدعم المالي لبعض العائلات، بمساعدة بيت الزكاة ورجال أعمال. لكن الأعداد الهائلة للمحتاجين تجعل الدعم غير كافٍ لتغطية الجميع.
نقطة مضيئة: تجربة سفر أسرع
ورغم التحديات، يعتبر كثير من السودانيين أن الرحلة الحالية – التي تستغرق يومين فقط – أفضل بكثير من السابق، حين كان العبور يتطلب توقفات مرهقة، وتبديل الحافلات عدة مرات.
بين خيارين صعبين
السوداني اليوم في مصر، يقف أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء في بلد يعاني فيه من ارتفاع المعيشة وشح الوظائف، أو العودة إلى وطن لا يزال يتعافى من آثار الحرب. ومع ذلك، تبقى العودة بالنسبة للكثيرين قرارًا يفرضه الحنين والحاجة والظروف القاسية.
- الفنان السوداني صفوت الجيلي في ذمة الله ومصير مجهول لما هو قادم.. تقارير عائلية تحسم الجدل
- فتوى شرعية داعمة للقرار.. فرمان ملكي بإلغاء شعيرة ذبـــح الأضاحي للسودانيين ومخالفة القرار تعرض للعقوبات
- مأساة في صحراء ليبيا.. عاجل وفاة 11 مهاجر سوداني في حادث سير مروّع في ليبيا وهذه تفاصيل الحادث
- الصحة السودانية تسجل 23 حالة وفاة و1375 إصابة جديدة بالكوليرا في الخرطوم
- الصحة العالمية تثني على جهود مصر المستمرة في دعم السودانيين الفارين من الصراع