
تتعدد لغات الحجاج وتختلف ثقافاتهم، إذ قدموا من أكثر من 100 دولة في العالم، ويجمعهم هدف مشترك ووجهة واحدة، بينما تتلاشى حواجز اللغة أمام روحانية المشهد ودقة التنظيم في تناغم عجيب، حيث أسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز هذا التناغم عبر تطبيقات ترجمة فورية على الهواتف وأجهزة ذكية موزعة في مواقع حيوية، مما يمكّن الحجاج من فهم الإرشادات والتعليمات بلغات متعددة خلال ثوانٍ معدودة.
في إطار جهود نوعية تهدف إلى تحسين تجربة الحج، سخرت وزارة الشؤون الإسلامية طواقم ترجمة متخصصة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، لتقديم التوعية الدينية بعدد من اللغات العالمية تشمل الإنجليزية والفرنسية والتايلندية والصربية والأردية والهولندية والفلبينية والأمهرية والإندونيسية والألمانية والتركية، بالإضافة إلى لغات أخرى يتم توفيرها حسب الحاجة، ما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن القادمين من مختلف أنحاء العالم.
كما أطلقت الوزارة خدمة الهاتف المجاني للرد على استفسارات الحجاج عن بُعد، مستهدفة استقبال نصف مليون مكالمة خلال الموسم، إلى جانب بث أكثر من 4 ملايين رسالة توعوية عبر 340 شاشة إلكترونية و100 مليون رسالة نصية على هواتف الحجاج، وهو ما يعكس توظيف الوزارة للتقنية بهدف توسيع نطاق الخدمة ورفع كفاءتها.
يظهر هذا التلاقي بين التقنية والإنسان وبين الترجمة والتنظيم نموذجاً متقدماً في إدارة الحشود العالمية، كما يجسد التزام المملكة برسالتها الدينية والإنسانية، وحرصها على أن تكون تجربة الحج ميسّرة وآمنة وشاملة مهما اختلفت اللغة أو الثقافة أو الموقع الجغرافي.
في موسم يؤدي فيه الملايين شعائرهم بخطى موحدة، تصبح التقنية حليفاً للتيسير، والترجمة جسراً للتفاهم، فيما تتحول تجربة الحج إلى رحلة روحانية تتجاوز حدود اللغة والثقافة.