حادثة تهز الرأي العام في اليمن.. بالأسماء وفاة 7 يمنيين إثر إنهيار “منجم حجة” خلال التنقيب عن ذهب الموت

في مشهد مأساوي يعكس الواقع القاسي الذي يعيشه كثير من اليمنيين، لقي سبعة أشخاص حتفهم إثر انهيار منجم غير نظامي للتنقيب عن الذهب في محافظة حجة، شمال غربي البلاد، بينما نجا شخص واحد بأعجوبة، بعد أن ظل عالقًا بين الركام لساعات.

الذهب يتحول إلى مقبرة جماعية

الحادثة وقعت في منطقة بني ريبان بمديرية كُشر، إحدى المناطق الجبلية النائية التي تشهد نشاطًا متزايدًا في عمليات التنقيب التقليدي عن الذهب، حيث يغامر المواطنون بحياتهم تحت ظروف غير إنسانية وبوسائل بدائية، بحثًا عن لقمة العيش في بلد مزقته الحرب والفقر.

وبحسب مصادر محلية، فقد تسبّب جفاف التربة وضعف بنية الجبل في انهيار مفاجئ خلال تنقيب الضحايا، ما أدى إلى طمرهم تحت الأتربة والصخور الثقيلة. وتم التعرف على ستة من الضحايا، في حين لا تزال هوية السابع مجهولة حتى الآن. أما الناجي الوحيد، ويدعى علي صيفان ريبان، فقد أُنقذ بعد ساعات من البحث المضني، ويخضع حاليًا للعلاج من إصابات بالغة.

مهنة الخطر والاضطرار

الضحايا ليسوا أول من يفقد حياته في مثل هذه المناجم، ولن يكونوا – للأسف – الأخيرين، ما دامت الظروف الاقتصادية والمعيشية تجبر الآلاف على العمل في بيئات تفتقر لأبسط معايير الأمان والسلامة.

وفي غياب رقابة حكومية أو دعم إنساني كافٍ، يتحول التنقيب عن الذهب في اليمن إلى مهنة موت، يدفع ثمنها الفقراء بأرواحهم.

دعوات للتحرك والإنقاذ

الحادثة المؤلمة أعادت إلى الواجهة ملف المناجم العشوائية والانتهاكات المرتبطة بغياب السلامة المهنية، ودفعت نشطاء ومراقبين للمطالبة بتحقيق عاجل في الواقعة، إضافة إلى ضرورة تدخل المنظمات الدولية والجهات المحلية لإيجاد حلول مستدامة، وتوفير بدائل اقتصادية آمنة لمواطني تلك المناطق المنسية.

ذهب الموت

في بلدٍ تتصارع فيه الأزمات، لم يجد هؤلاء الضحايا سوى الصخور بحثًا عن الذهب، لكنهم وجدوا الموت. واليوم، تقف حجة شاهدة على مأساة جديدة، في انتظار أن تسمع الجهات المعنية صرخة الحياة القادمة من تحت الأنقاض.