الإخوان في عصر ما بعد السقوط: انتحال صفة وجريمة ضد الإنسانية

الإخوان في عصر ما بعد السقوط: انتحال صفة وجريمة ضد الإنسانية

قال الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في كتابه “الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط” إن الإعلام الموجه من خارج مصر نحو شعبها وحكمها يتسم بالبحث المستمر عن كل ما يمكن تشويهه واستخدامه في الدعاية السوداء ضد نظام الحكم المصري، وقد سبق لنا التحليل في مقالات عديدة سابقة أن هذا الإعلام لا يتوقف عن الاصطياد في جميع مجالات الحياة المصرية، من تطورات وسياسات وقرارات وإجراءات أياً كان نوعها، ويتفنن هذا الإعلام بمختلف وسائله في استخدام أدوات مثل إحصائيات غير دقيقة وخبراء مزعومين وقياسات فاسدة من حيث الشكل والمضمون، بهدف هز ثقة المصريين في حكم بلادهم وتأليبهم عليه، من أجل الغاية المتوهمة وهي إسقاط النظام، ظناً منهم بأن ذلك هو الطريق الوحيد لعودتهم للحكم بعد أن خلعهم المصريون منه بثورتهم العظيمة في 30 يونيو 2013.

ويتفرع الإعلام الإخواني يومياً وعلى مدار الساعة في هجومه على كافة القضايا والموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وحتى الرياضية أحياناً، وفي كل مرة يقتصر الأمر على الإسهاب والإفراط في ذكر ما يروج له هذا الإعلام مما يسميه مساوئ ونواقص نظام الحكم، ناعياً عليه فشله المزعوم ومتنبئاً بسقوطه غداً دون أن يقدم أي تصور لكيفية معالجة تلك المسائل، إذ لا يكاد المرء المتابع أو العابر على إعلام الإخوان يلمح مذيعاً أو خبيراً يطرح تصوراً بدائياً لمعالجة ما يدعيه من نواقص.

إن إعلام الإخوان العاجز عن تقديم بدائل لأي سياسات أو قرارات تتبعها الدولة المصرية يعكس بدقة حالة من يعتقدون أنهم الأكثر تأهيلاً لحكم أكبر دولة عربية وأقدمها، فرغم تناولهم لقضايا متعددة بشكل مكثف إلا أنهم لا يقدمون سطراً واحداً كبديل للسياسات الحالية. إنهم يشبهون الأطباء الذين يرتدون “البالطو” الأبيض دون معرفة بأبسط مبادئ الطب ويكتفون بوصف أعراض المرض دون تقديم العلاج المطلوب.

تفرض القوانين حول العالم عقوبات صارمة على منتحلي مهنة الطب بسبب المخاطر التي تتهدد حياة الناس وصحتهم. فما بالك بمن ينتحل صفة “الطبيب” العام ويتدخل في جميع أنواع الموضوعات والقضايا التي تمس حياة الشعوب. تركيز هؤلاء على إثارة الفزع دون اقتراح حلول يعكس انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان وممارسة تضر الجميع وليس فئة بعينها. إن ما يقوم به إعلام الإخوان يصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية حيث يؤثر سلباً على المجتمع المصري بأسره.

قد يهمك أيضاً :-