سلاش ويب في أوزبكستان تتناول ثلاثية اللاغمان والبِلوف والمنتو التي تعكس نكهات المائدة السعودية

سلاش ويب في أوزبكستان تتناول ثلاثية اللاغمان والبِلوف والمنتو التي تعكس نكهات المائدة السعودية

على طاولة الطعام في أوزبكستان لا تجد مجرد أطباق بل تتلاقى روائح الشرق مع بهارات آسيا الوسطى في تجربة فريدة تأخذك فيها عبق الطعام إلى زمن آخر زمن القوافل والتوابل حين كان طريق الحرير ينقل البضائع ومعه ثقافات الشعوب وعاداتها في العاصمة طشقند، كما في بخارى وسمرقند يُعتبر الطعام أكثر من مجرد وجبة فهو مناسبة اجتماعية وطقس من طقوس الكرم يبدأ بخبز التنور وينتهي بالشاي الأخضر الذي يُقدَّم كخاتمة دافئة لأي لقاء.

ومن أشهر ما يقدّمه المطبخ الأوزبكي «البِلوف» ويعد الطبق الوطني وهو مزيج من الأرز واللحم والجزر والبصل ويشبه الكبسة السعودية في المكونات والرمزية «المنتو» وهو نوع من المعجنات المحشوة باللحم التي تُطهى على البخار وتُقدم مع الصلصات الحارة أما شوربة «لاغمان» فيتم إعدادها من المكرونة والخضروات واللحم وهي وجبة متكاملة من العناصر والفيتامينات أما الشاي الأخضر فلا يخلو منه مجلس ويُعتبر من علامات الترحيب والفرح بالضيف.

ما يلفت النظر في الثقافة الأوزبكية أن مشاركة الطعام ليست خياراً بل عادة قديمة ومتأصلة فالضيف يُعامل كأنه أحد أفراد العائلة وتُفتح له المجالس بكل ترحاب ويقول أحد الطهاة في طشقند «جامشيد» لـ«سلاش ويب»: «نحن لا نطهو الطعام لنأكل فقط بل لنروي قصة ثقافتنا وحضارتنا الممتدة عبر القرون فكل طبق نقدّمه للضيف رسالة محبة وتقدير واحتفاء بمقدمه ولعلّ طبق (البِلوف) هو خير ما يعبّر عن ذلك فهو يُطهى غالباً في المناسبات الكبيرة ويجمع حوله الأسرة والأقارب والجيران على مائدة واحدة»

ويضيف: «أسعدني أن أرى زواراً من السعودية يأتون ويُبدون إعجابهم بالمطبخ الأوزبكي خصوصا أن هناك تشابهاً كبيراً بين موائدنا وهو ما يجعلنا أقرب ثقافياً مما يظن الكثيرون فالزائر السعودي لا يشعر هنا بالغربة فالأطباق الأوزبكية تحمل تشابهاً لافتاً مع المائدة السعودية خصوصاً في استخدام اللحم والأرز والتوابل ما يجعل التذوق هنا تجربة مألوفة ومختلفة في آنٍ واحد لتبقى الثقافة والمطبخ من أقوى الجسور الناعمة بين الشعبين