
قال الدكتور مهران، لـ”سلاش ويب” إن الموقف المصري الحالي يعكس رؤية استراتيجية عميقة تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة للقضية الفلسطينية من خلال العمل المنظم والمدروس بعيدًا عن العشوائية التي قد تضر بالهدف المنشود.
وأضاف أن مصر تدرك تمامًا عمق المعاناة الفلسطينية والرغبة الجارفة لدى الشعوب العربية والإسلامية في كسر الحصار المفروض على غزة، مؤكدًا أن هذه المشاعر الصادقة تستحق كل التقدير والاحترام من كل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.
وأوضح الخبير الدولي أن التنظيم والتنسيق المسبق ليس عقبة أمام الدعم الفلسطيني، وإنما آلية حضارية لضمان نجاح هذا الدعم وتحقيق أهدافه بأقل تكلفة وأعلى فعالية، مشيرًا إلى أن الحماس وحده لا يكفي بل يجب أن يقترن بالحكمة والتخطيط السليم.
وأكد أن الضوابط التي وضعتها الحكومة المصرية تأتي في إطار التزامها بالقانون الدولي ومسؤوليتها عن حماية الزوار الأجانب، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر والبيئة الأمنية المعقدة في المنطقة، لافتًا إلى أن أي دولة مسؤولة تتخذ نفس الإجراءات في ظروف مماثلة.
ولفت الدكتور مهران إلى أن التجارب الأخيرة أثبتت خطورة العمل غير المنسق، مستشهدًا بما تعرضت له المبادرات الإنسانية الأخيرة من استهداف إسرائيلي في المياه الدولية، مؤكدًا أن مصر تسعى لحماية أي وفود تضامنية من التعرض لمصير مماثل من خلال التنسيق والتخطيط المحكم.
وأشار إلى أن الدعم العشوائي قد يحقق دعاية إعلامية مؤقتة لكنه لا يخدم القضية الفلسطينية على المدى الطويل، بينما الدعم المنظم والمدروس يبني تراكمًا إيجابيًا ويحقق نتائج مستدامة تخدم الهدف الاستراتيجي الأكبر وهو رفع الحصار عن غزة.
وأكد أن مصر تقدم نموذجًا متقدمًا للدول العربية في كيفية الجمع بين الدعم الفعال للقضية الفلسطينية وبين الالتزام بالمسؤوليات الوطنية والدولية، مشددًا على أن هذا النهج يعزز من قوة الموقف العربي في المحافل الدولية ويكسبه مصداقية أكبر.
وأوضح أن التنسيق العربي في دعم فلسطين أصبح ضرورة حتمية في ظل التحديات الراهنة، مؤكدًا أن العمل الفردي المنعزل لم يعد كافيًا لمواجهة الآلة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية المنظمة، بينما العمل العربي الموحد والمنسق يحقق تأثيرًا أكبر وأكثر فعالية.
ونوه إلى أن مصر من خلال موقفها الحالي تؤكد على أن دعم القضية الفلسطينية ليس مجرد شعارات عاطفية وإنما التزام استراتيجي يتطلب التخطيط والحكمة والصبر لتحقيق النتائج المرجوة، مشيرًا إلى أن التاريخ سيثبت صحة هذا النهج المتوازن والحكيم.
وختم الدكتور مهران تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف الأسمى هو خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن الوسائل والأساليب قابلة للنقاش والتطوير لكن الثابت الوحيد هو الالتزام الراسخ بهذا الهدف النبيل، مؤكدًا أن مصر ستواصل لعب دورها المحوري في دعم فلسطين وفقًا لرؤيتها الاستراتيجية المدروسة.
- خبير قانون دولي يحذر من أن الهجوم الإسرائيلي يشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية ويهدد بفوضى عالمية
- مصر تؤكد موقفها الثابت من القضية الفلسطينية وعدم قابليته للتفاوض
- رئيس حزب الريادة يؤكد على رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني
- نتنياهو يزور المسجد الأقصى مع رئيس الأرجنتين لأداء طقوس تلمودية
- الرئيس السيسي يشدد على ضرورة توسيع الاعتراف بدولة فلسطين تماشياً مع حل الدولتين