هل تستطيع القنابل الخارقة للتحصينات تدمير منشأة “فوردو”؟ اكتشف التفاصيل هنا

هل تستطيع القنابل الخارقة للتحصينات تدمير منشأة “فوردو”؟ اكتشف التفاصيل هنا

استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث منشآت نووية إيرانية، وهي “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”، من خلال استخدام 12 قنبلة خارقة للتحصينات (GBU‑57 MOP) من قاذفات B‑2، بالإضافة إلى صواريخ توماهوك.

لطالما كانت منشأة “فوردو” محور اهتمام التحقيقات والتقارير الاستخباراتية، حيث أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تغييرات متكررة في أنشطة التخصيب داخل المفاعل، فضلاً عن تركيب أجهزة متقدمة وتجاوزات لشروط الاتفاق النووي.

تُعتبر منشأة “فوردو” المفاعل الأساسي لتخصيب اليورانيوم في إيران، ويطلق عليها رسمياً اسم “منشأة شهيد علي محمدي”
وفي السنوات الأخيرة، تمكنت إيران من الوصول إلى تخصيب اليورانيوم داخل “فوردو” بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من نسبة 90% اللازمة لإنتاج سلاح نووي، مما أثار قلقاً بالغاً لدى القوى الغربية.

متى بدأ إنشاء المفاعل؟

بدأ بناء منشأة “فوردو” بشكل سري في أوائل القرن الحادي والعشرين وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وظلت المنشأة محاطة بالسرية حتى سبتمبر 2009 عندما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن اكتشافها بشكل مشترك، متهمين إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بعد الإعلان الثلاثي، أقرت إيران رسمياً بوجود المنشأة وسمحت بتفتيشها، وأصرت طهران على أن الموقع مخصص لأغراض سلمية تتعلق بإنتاج الوقود للمفاعلات ومحطات البحث النووي، إلا أن البناء السري والموقع المحصن تحت الجبال أثارا شكوكاً كبيرة حول احتمال وجود أهداف عسكرية للمنشأة خصوصاً في حال اندلاع نزاع مسلح أو فشل المسار الدبلوماسي.

أين تقع “فوردو”؟

تقع منشأة “فوردو” تحت جبل بعمق يصل إلى 90 إلى 100 متر قرب القرية التي تحمل الاسم نفسه بالقرب من مدينة قُم جنوب غرب طهران على بعد نحو 32 كيلومتراً جنوب مدينة قُم في تضاريس جبلية وعرة من سلسلة جبال ألبرز.

ما يميز الموقع هو أنه مدفون في عمق جبل يتكون من طبقات حماية طبيعية وصناعية مما يجعله أكثر أماناً بكثير مقارنة بالمنشآت المشيدة على سطح الأرض مثل “نطنز”، و”بوشهر”، وغيرهما.

تتركز قاعات التخصيب الأساسية تحت الأرض بما يصل إلى عمق نحو 100 متر مما يجعل تدميرها باستخدام الغارات الجوية أو القنابل التقليدية أمراً بالغ الصعوبة، وتُقدّر المساحة التشغيلية داخل الجبل بعدة آلاف من الأمتار المربعة وهي مصممة لاستيعاب آلاف من أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية المرافقة لها.

تم تحصين المنشأة بمئات من أجهزة الطرد المركزي (حوالي 3000) لحمايتها من الضربات الجوية والصاروخية.

ما الأغراض المعلنة للمنشأة؟

الغرض المعلن لمنشأة “فوردو” هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الطاقة النووية وقد صُممت لتضم نحو ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي من طراز “IR-1″، موزعة في سلسلتين أساسيتين للتخصيب وعلى عكس “نطنز” الذي يُركّز على حجم الإنتاج فإن “فوردو” بُنيت على مبدأ البقاء الاستراتيجي تحت ظروف التهديد.

وبموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 وافقت إيران على تحويل “فوردو” إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله كما أزالت أغلب أجهزة الطرد لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال رئاسة دونالد ترمب استأنفت إيران أنشطة التخصيب وبدأت تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز “IR-6″، حيث يوجد أكثر من 2000 منها مما زاد قدرتها على التخصيب بنسبة مرتفعة.

هل تكفي القنابل الخارقة للتحصينات لتدميرها؟

يتميز موقع “فوردو” بمكانة خاصة ضمن البنية النووية الإيرانية حيث إن عمقه داخل الجبل يجعله واحداً من أصعب الأهداف القابلة للتدمير ضمن الترسانة النووية الإيرانية كما يُعدُّ خياراً بديلاً إذا تعرضت “نطنز” لهجوم أو تدمير.

يقع الموقع على عمق يقترب من 100 متر في جبل صخري مما يجعل تدميره بالقنابل التقليدية أمراً شبه مستحيل وبحسب خبراء دفاعيين أمريكيين وإسرائيليين فإنه حتى القنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-57 قد لا تكون كافية لتدمير المنشأة بالكامل إلا في حال شن هجمات متكررة ومنسقة بدقة.

قد يهمك أيضاً :-