
وافق مجلس الشيوخ، خلال جلسته العامة اليوم الأحد، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، على تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشأن دراسة مقدمة من النائبتين هبة مكرم شاروبيم ورشا أحمد مهدي بعنوان “كليات التربية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول” وأحالته إلى الحكومة لتنفيذ ما به من توصيات.
وشهدت الجلسة العامة اليوم الأحد مناقشة الدراسة حيث استعرضت النائبة هبة شاروبيم عضو لجنة التعليم بمجلس الشيوخ تقرير اللجنة بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي مؤكدةً أن هناك فجوةً كبيرةً بين واقع كليات التربية الحالية ومتطلبات إعداد المعلم في ضوء التحولات العالمية وسوق العمل المحلية والدولية مشيرةً إلى أن العديد من كليات التربية في مصر تواجه تحديات متعددة أبرزها ضعف التكامل بين الجوانب النظرية والتطبيقية في برامج إعداد المعلمين وانفصال المناهج عن احتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل.
وكشفت شاروبيم أن هناك قصورًا في برامج التدريب العملي مما يؤدي إلى تخرج معلمين يفتقرون إلى الخبرة الميدانية وضعف برامج التنمية المهنية المستدامة للخريجين والمعلمين العاملين فضلًا عن تفاوت كبير في جودة الأداء بين الكليات وغياب آليات التقييم المستمر.
وأشارت عضو لجنة التعليم بمجلس الشيوخ إلى أن إصلاح كليات التربية يمثل مدخلًا حيويًّا لأي مشروع قومي للنهوض بالتعليم في مصر باعتبار أن المعلم هو حجر الزاوية في بناء الإنسان وصياغة الوعي المجتمعي.
وكشفت شاروبيم أن الدراسة استندت إلى تحليل تجارب دولية في جامعات مرموقة مثل ميتشيجان وستامفورد وأكسفورد للخروج بعدد من التوصيات بينها ضرورة تطوير كليات التربية في مصر من خلال تطوير المناهج الدراسية لتتواكب مع الاتجاهات التربوية الحديثة وتدمج بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي مع التركيز على مهارات القرن الـ21 كالابتكار والتفكير النقدي والعمل الجماعي.
وطالبت النائبة بأهمية إعادة هيكلة برامج إعداد المعلم لتصبح أكثر مرونة وشمولًا وتُبنى على نظام الساعات المعتمدة مع إتاحة مسارات تخصصية متنوعة تلبي احتياجات التعليم الأساسي والثانوي.
وشددت شاروبيم على ضرورة وجود رؤية واضحة تتم بناء عليها إعادة هيكلة كليات التربية بمصر مع التوصية بإنشاء مجلس وطني لإعداد المعلم يتولى التنسيق بين وزارات التعليم والتعليم العالي ونقابة المعلمين والجهات ذات الصلة لضمان رسم سياسات موحدة ومتكاملة لإعداد المعلمين وتطويرهم المهني.
واقترحت عضو لجنة التعليم بمجلس الشيوخ وفقًا لما جاء في الدراسة تولي كليات التربية مسؤولية تقديم برامج التنمية المهنية المستدامة للمعلمين وأن تكون الجهة المختصة بإصدار وتجديد رخص مزاولة المهنة بناء على معايير أداء واضحة.
وأشارت شاروبيم إلى أن الدراسة أوصت بتشكيل لجنة من قِبل قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات لعمل مسح ومراجعة دقيقة لجميع كليات التربية بأقسامها وشعبها المختلفة لتفادي التكرار أو التنافس بين الأقسام والشعب المتداخلة داخل نفس الكلية أو تلك التي تتقاطع اختصاصاتها مع نظرائها من الأقسام في الكليات الأخرى.
وقالت النائبة إنه في حالة إنشاء كليات تربية جديدة يجب أن تقتصر على النمط التتابعي وتسمى كليات التربية للدراسات العليا التربوية والتدريب وبالتالي تقدم برامج دراسات عليا متخصصة أو تتبنى نماذج برامج تكاملية بالتعاون مع كليات أخرى بما يدمج البعد الأكاديمي مع التربوي ويكون سير الدراسة فيها وفق ثلاثة مسارات على النحو التالي الدبلوم العام التربوي (عام/ عامان) يستهدف خريجي الجامعات من التخصصات المختلفة ويتضمن عامًا أول للدراسة النظرية وعامًا ثانيًا للتدريب الميداني داخل المدارس الدبلومات المهنية والخاصة تمهيدي (ماجستير): تخصص للباحثين عن التطوير المهني والانتقال للماجستير مسار الماجستير والدكتوراه: يستمر كما هو في كل فروع التربية
واقترحت الدراسة بالنسبة إلى كليات التربية القائمة ألا تقبل طلابًا من الثانوية العامة وتقتصر الدراسة بها شأن جامعة ستانفورد الأمريكية أو جامعة القاهرة على مجال الدراسات العليا أي تتبع النمط التتابعي وأيضًا تصبح مقرًّا لما له علاقة بالتدريب والاستشارات الخاصة بكل ما يرتبط بإعداد المعلم بمعنى آخر تكون هي الجهة المعنية بتقديم التنمية المهنية للمعلمين وبرخصة مزاولة المهنة.
وأكدت الدراسة أنه في هذه الحالة إذا ما قررت أية كلية من كليات التربية أن تتحول إلى دراسات عليا فقط يمكن أن تضع فترة زمنية انتقالية تتراوح من ثلاثة إلى خمسة أعوام لتوفيق أوضاعها لمحاولة الانتهاء من اللوائح القديمة الموجودة ومنها اللائحة الموحدة التي بدأ تطبيقها في العام الأكاديمي 2023- 2024 ومن المتوقع بحلول عامَين أن تتخرج أولى الدفعات التي درست بهذا النظام.
وأكدت عضو لجنة التعليم بمجلس الشيوخ أهمية تفعيل هذا الملف عبر تنسيق الجهود بين الوزارات المعنية والجامعات والمجتمع المدني بما يضمن تحقيق نقلة نوعية حقيقية في أداء كليات التربية وتأهيل معلم قادر على قيادة التغيير بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تضع التعليم في قلب عملية التنمية المستدامة.
- توصيات زراعة الشيوخ تدعو لدعم المزارعين لزيادة توريد محصول قصب السكر
- مزاح برلماني حول عبارة "مستقبل وطن"
- وكيل الشيوخ يقدم مقترحات تشريعية لإنشاء هيئة وطنية تعنى بتطوير التعليم التربوي
- رفع جلسة مجلس الشيوخ العامة على أن تعاود الانعقاد غدًا
- مجلس الشيوخ يوافق على تقرير دراسة حول كليات التربية ويُحيله إلى الحكومة