
أكد الدكتور هشام الغزالي، أستاذ الأورام ورئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن تطبيق “الطب الدقيق” أو “العلاج المشخصن” بات يشكل نقلة نوعية في علاج السرطان داخل مصر، حيث أحدث طفرة غير مسبوقة في نسب الشفاء ووصلت في بعض الحالات إلى 100% بفضل توظيف التحاليل الجينية الدقيقة وتحديد الطفرات الوراثية المسؤولة عن المرض.
قال الغزالي في جلسة صحفية إن مفهوم الطب المشخصن يقوم على مبدأ أن كل مريض له بصمة وراثية مختلفة، وبالتالي فإن العلاج يجب أن يكون مخصصًا وفقًا لطبيعة التحور الجيني المسبب للمرض وهو ما انعكس بشكل مباشر على تحسين نسب الشفاء وتقليل الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات التقليدية.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا متزايدًا بهذا النوع من العلاج المتقدم، حيث أُطلقت مبادرات ومشروعات كبرى في هذا الإطار، أبرزها “مشروع الجينوم المصري” برعاية رئيس الجمهورية بمشاركة عدد من الجهات البحثية والجامعية وفي مقدمتها مركز الطب التجديدي بالقوات المسلحة وكلية الطب بجامعة عين شمس ووزارة الصحة والسكان.
وأوضح الغزالي أن هذه الجهود أثمرت عن إنشاء مراكز متقدمة للتحاليل الجينية الدقيقة مثل “المعمل المرجعي” التابع لوزارة الصحة (Egyptian CDC) ووحدات التحاليل الجزيئية بجامعات عين شمس والقاهرة بالإضافة إلى مراكز أخرى بالمركز القومي للبحوث وغيرها وجميعها تقدم هذه التحاليل بشكل مجاني أو مدعوم من الدولة.
وفيما يتعلق بسرطان الثدي، لفت الغزالي إلى أن التحاليل الدقيقة أسهمت في تصنيف الأورام بشكل أكثر تفصيلًا مما أدى إلى تغيير جذري في أساليب العلاج مضيفًا أنه “في إطار المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، تبين أن 35% من السيدات يمكن علاجهن بالعلاج الهرموني فقط دون الحاجة إلى العلاج الكيميائي” وذلك بفضل التحاليل الباثولوجية الدقيقة التي تم تعميمها في 23 مركزًا بمختلف محافظات الجمهورية.
وأكد أن الطب الدقيق لا يقتصر فقط على تحليل الجينات بل يشمل مستويات متعددة تبدأ من التحاليل الباثولوجية التقليدية مرورًا بالتحاليل الهرمونية وصولًا إلى الفحوصات الجينية العميقة مشيرًا إلى أن ذلك أسهم أيضًا في تطوير علاج سرطانات أخرى مثل الرئة حيث أُدخلت أنواع جديدة من العلاجات مثل العلاج المناعي والعلاج الموجّه بجانب العلاج الكيميائي.
وختم الغزالي حديثه بالتأكيد على أن التوسع في الطب المشخصن يعزز من فرص الشفاء ويقلل من الأعباء الاقتصادية من خلال استخدام علاجات أكثر دقة وفعالية وأقل كلفة على المدى البعيد بما يصب في مصلحة المريض ومنظومة الرعاية الصحية في آنٍ واحد.
- مصر تتصدر العالم في تحقيق مؤشرات الصحة العالمية لمكافحة سرطان الثدي حسب الغزالي
- 32 ألف حالة إصابة بسرطان الثدي.. إنجازات مبادرة "صحة المرأة" حتى الآن
- مؤتمر بالجزائر يبرز جهود مصر في مكافحة السرطان كما استعرضها "الغزالي"