
قال النائب طارق الخولي وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، وأحد مؤسسي حركة تمرد خلال عام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، إن هناك أخطاء كبيرة أنذرت بنهاية حكم مرسي في وقت قصير، ومن أبرز هذه الأخطاء محاولة الجماعة الإرهابية أخونة الدولة من خلال تسكين أعضائها على قمة المناصب القيادية للمؤسسات دون النظر لخبراتهم المهنية مما تسبب في حالة خوف لدى المصريين على بلادهم.
وأوضح الخولي خلال حواره مع سلاش ويب أن الدولة المصرية واجهت الكثير من التحديات بعد ثورة 30 يونيو، أبرزها مكافحة الإرهاب الذي كان قد انتشر فكره بشكل كبير، فضلاً عن مساعي الحكومة نحو الإصلاح الاقتصادي الذي تحمل المواطنون أعباءه بكل عزيمة وإصرار لبناء دولتهم.
– ما هي أبرز الأخطاء التي عجلت بسقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية؟
الجماعة ارتكبت أخطاء كارثية تجعلنا نقول بأنها عجلت بسقوطهم، ولعل أبرزها طمس الهوية الوطنية ومحاولة أخونة الدولة من خلال تسكين أعضاءها على سدة المؤسسات ضاربين بمبدأ تكافؤ الفرص عرض الحائط مما أثار حالة من الخوف في نفوس المصريين على بلادهم.
كما عمدت الجماعة إلى التشكيك في نزاهة القضاء المصري ومحاولة إيهام الشعب بأن قضاء البلاد ليس قضاءً عادلًا، وظهر ذلك من خلال إصدار مرسي للإعلان الدستوري في نوفمبر 2012 الذي حصن فيه كافة قراراته، فضلاً عن محاصرة عناصر الجماعة للمحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي مما أثار الرهبة في نفوس المواطنين تجاه بلدهم.
– من وجهة نظرك ما هي مكتسبات ثورة 30 يونيو؟
لا شك أنه قبل اندلاع ثورة 30 يونيو كانت تتعرض مصر لمؤامرة كبرى من الدول المعادية تهدف إلى الوصول بها إلى “الدولة الفاشلة” والتي تعني دخولها في نفق مظلم يسود أجواءه أزمات متلاحقة من شأنها أن تسقط جميع مؤسسات الدولة، وكانت جماعة الإخوان الخيار الأمثل لتنفيذ تلك المؤامرة وظهر ذلك بمحاولة هيمنتها على العمل العام ومحاولة احتكاره قبل 30 يونيو.
وفيما يتعلق بالمكتسبات فهناك العديد منها، أبرزها الهوية المصرية حيث استطاعت ثورة 30 يونيو المحافظة على الهوية المصرية التي تعرضت لبراثن جماعة الإخوان عندما جثت على أنفاس الوطن خلال فترة حكمهم وظهر ذلك من خلال بثهم لأفكار متطرفة وهدامة تهدف لإحداث الفرقة بين الاصطفاف الوطني.
بالإضافة إلى استقلال القرار الوطني الذي نستطيع القول بأنه تحقق أساسًا بسقوط جماعة الإخوان ونجاح ثورة 30 يونيو حيث كان قرار رحيل مرسي نابعًا من الشعب المصري بكل طوائفه.
كما أتاحت ثورة 30 يونيو الفرصة لإعادة بناء الدولة المصرية بعد فترة طويلة من الفوضى وعدم الاستقرار عاشتها البلاد خلال فترة حكم الإخوان، فضلاً عن تعزيز البنية الحزبية من خلال دعم الأحزاب السياسية لوضع برامجها التي تسهم في حل أي مشكلات قد تواجه المجتمع وتعرقل الساحة السياسية بحيث لا يكون هناك أي فرصة مستقبلًا لعودة جماعة الإخوان مرة أخرى بعد أن اتضح خلال السنوات الماضية أن الفراغ السياسي كان المسلك الوحيد لوصولهم للحكم.
– ما هي أكثر لحظة شعرت بها بقلق شديد خلال فترة حكم الإخوان؟
كانت الأيام القليلة قبل ثورة 30 يونيو شديدة القلق حيث كانت جماعة الإخوان تعول على فشل الثورة وعدم نجاحها وتوعدت المتظاهرين السلميين بالضرب والاعتداء وحرق البلاد حال نزولهم للشوارع والمشاركة في التظاهر ضدهم.
وازداد الإحساس بالقلق عندما اعتدوا علي قبل الثلاثين من يونيو بأيام حيث كنت في طريقي لمناظرة تلفزيونية مع أحد قيادات الجماعة وعند وصولي لمدينة الإنتاج كانوا قد حاصروا المدينة وحاول أحدهم التعرف علي فتجمعوا حول السيارة محاولين ضربي لكن السائق استطاع الهرب منهم.
– كيف نجحت ثورة 30 يونيو رغم التهديدات؟
السبب الرئيسي لنجاح ثورة 30 يونيو هو إرادة الشعب المصري وإصراره على إسقاط حكم الإخوان وإزاحتهم وقد تجلى ذلك من خلال نزول المصريين بمختلف فئاتهم وأعمارهم وطبقاتهم للشارع المصري قبل اندلاع الثورة بأيام في مشهد يجسد الوفاق الوطني والتلاحم الشعبي الذي سطر تاريخاً مشرفاً لتلك الثورة فضلاً عن دعم الجيش للإرادة الوطنية وانحيازه لمطالب الشعب.
– ما هي التحديات التي واجهت الدولة بعد 30 يونيو؟.. وتحديات الفترة الحالية؟
التحدي الأكبر الذي واجه الدولة بعد ثورة 30 يونيو هو الإرهاب حيث انتشرت الجماعات المتطرفة والإرهابية بشكل كبير محاولاً استقطاب المواطنين وخاصة الشباب منهم وتجنيدهم لخدمة مشروعهم الشيطاني وإسقاط الدولة ولكن بتضافر الشعب ووعيه الوطني استطاعت الدولة الانتصار على الإرهاب والحفاظ على الهوية الوطنية بعد أن كانت على حافة الانهيار بالإضافة إلى تحديات الإصلاح الاقتصادي التي تحملها المواطنون لبناء دولتهم وتعزيز الاقتصاد القومي فتلك كانت تحديات المرحلة السابقة.
أما تحديات المرحلة الحالية فتتركز حول الشق الاقتصادي حيث تتعرض البلاد لضغوط اقتصادية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ويبدو أنه قدر لمصر أن تكون خط الدفاع الأول عنها وتتولى تبني الحقوق المشروعة للفلسطينيين ولدي قناعة راسخة بأننا سنتجاوز تلك الفترة وسنتغلب على كافة التحديات كما تغلبنا سابقًا.
– هل من الممكن أن تعود الجماعة للساحة؟
عودة جماعة الإخوان للساحة السياسية أمر يستحيل تحقيقه نظراً لأن الخلاف ليس سياسياً فقط بل هو خلاف وطني وقومي فالجماعة لا تؤمن بفكر وجود وطن ننتمي إليه بل تؤمن بفكر قائم على الولاء للجماعة والمرشد وليس للبلاد.
ودعوات المصالحة التي ظهرت مؤخراً تعد دعوات مشؤومة وخبيثة فعن أي مصالحة يتحدثون بعد أن ارتكبوا عمليات عدائية وقتل ضد أبناء الشعب بما في ذلك الجيش والشرطة والمدنيين.
- وزير العمل يصدر قرار هام .. موعد إجازة ثورة 30 يونيو 2025 لجميع الموظفين في القطاع الخاص أو العام
- رضا فرحات يؤكد أن ثورة 30 يونيو تجسد انتصار الإرادة الشعبية وتصحيح مسار الدولة
- برلماني يؤكد أن 30 يونيو تمثل محطة فارقة في تاريخ مصر الحديث وتجسيد لوحدة الشعب
- إجازة رسمية اليوم للعاملين في القطاع الخاص بمناسبة رأس السنة الهجرية
- الحرية المصري تؤكد أن 30 يونيو أعادت الهوية للدولة المصرية وتعتبر الاصطفاف الوطني ضرورة