تفسير عزوف الناس عن شراء الماس رغم ارتفاع أسعار الذهب

تفسير عزوف الناس عن شراء الماس رغم ارتفاع أسعار الذهب

يتساءل الكثيرون عن أسباب عدم إقبال الناس على شراء الماس، كما يحدث مع الذهب، خصوصًا في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الذهب حاليًا وإقبال المشترين عليه من مختلف أنحاء العالم، ويعود ذلك إلى اضطرابات الاقتصاد العالمي وعدم وضوح الرؤية حول مستقبله ورغبة الأفراد في الحفاظ على قيمة أموالهم.

كان من المتوقع أن يشهد سوق الماس رواجا مماثلا للذهب، إلا أن ذلك لم يحدث ولم يشهد الماس الإقبال المتوقع، فما سبب ذلك؟

في السطور التالية نستعرض أسباب عدم إقبال الناس على شراء الماس بنفس الوتيرة التي يشهدها الذهب، حيث إن تراجع الطلب على الماس رغم ارتفاع سعر الذهب يمكن تفسيره بعدة عوامل.

1. الماس ليس سلعة استثمارية بنفس قوة الذهب: يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة في أوقات الأزمات الاقتصادية، ويمكن بيعه بسهولة في أي مكان بالعالم، بينما لا يتمتع الماس بسعر موحد عالمي وتقييمه يعتمد على عوامل متعددة مثل القطع والنقاء واللون والوزن مما يجعله أقل سيولة

2. صعوبة إعادة البيع: عادة ما يتم بيع الماس المستعمل بسعر أقل بكثير من سعر الشراء وهو ما يُثني كثيرين عن شرائه بهدف الاستثمار

3. قلة المعرفة بسوق الماس: يفتقر معظم الناس إلى المعرفة الكافية بكيفية تقييم الماس مما يزيد من مخاطر الشراء الخاطئ أو التعرض للاحتيال

4. العرض الصناعي: يتواجد حاليًا العديد من الماسات الصناعية والتي تقلل من الإحساس بندرتها الطبيعية وقد تؤثر سلباً على قيمتها

5. تغيّر الاتجاهات: أصبحت الأجيال الجديدة أقل اهتمامًا بالمجوهرات الفاخرة لأسباب اقتصادية وثقافية ويميل البعض إلى إنفاق المال على تجارب الحياة بدلاً من الكماليات

تُعد تجارة الماس واحدة من أهم الصناعات العالمية التي تتميز بالقيمة العالية والتأثير الاقتصادي الكبير، حيث يُستخدم الماس في صناعة المجوهرات الفاخرة والأدوات الصناعية مما يجعله مادة ذات طلب واسع النطاق، وتتميز هذه التجارة بالتحكم الكبير من قبل أسواق عالمية كبرى مثل بورصة الماس في بلجيكا وإسرائيل والهند والتي تلعب دورًا محوريًا في تحديد أسعاره.

تُحدد أسعار الماس بناءً على عوامل متعددة منها الوزن بالقيراط والنقاء واللون والقطع وتُعتبر الماسات النادرة ذات الألوان الخاصة مثل الأزرق والوردي الأكثر تكلفة، كما تُؤثر التقلبات الاقتصادية والطلب العالمي أيضًا على أسعار الماس حيث يمكن أن تشهد الأسعار ارتفاعاً كبيراً خلال فترات زيادة الطلب خاصة في الأسواق الآسيوية والأمريكية.

تتنوع أنواع الماسات بين طبيعية ومصنعة حيث تُستخرج الطبيعية من المناجم وتتميز بندرتها وقيمتها العالية بينما تُنتج المصنعة في المختبرات باستخدام تقنيات متطورة وتتميز بجودتها العالية وسعرها الأقل مقارنة بالطبيعية وتشمل الطبيعية تصنيفات مختلفة بناءً على درجة نقائها وصفائها مما يساهم في تحديد قيمتها السوقية.

تُعتبر أفريقيا واحدة من أكبر منتجي الماس عالميًا حيث تشتهر دول مثل بوتسوانا وجنوب أفريقيا وروسيا بوجود المناجم الغنية فيها كما تُعد كندا وأستراليا والهند مراكز إنتاج هامة تختلف طرق استخراجها بين التعدين التقليدي والحديث حيث تلعب الشركات الكبرى دوراً مهماً في تنظيم هذه العمليات بما يضمن الحفاظ على البيئة والاستدامة.

سنوافيكم بكل جديد حال صدور أي تفاصيل إضافية.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-