زيارة البابا تواضروس إلى كنيسة “القديس ساڤا” ولقاءه مع بطريرك الكنيسة الصربية

التقى البابا تواضروس الثاني، اليوم الأحد، غبطة البطريرك بورفيريوس، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، في مقر البطريركية بالعاصمة بلجراد بعد حضوره جزءًا من القداس في كنيسة القديس ساڤا بمنطقة فراتشار ببلجراد.

وخلال زيارته، قام البابا تواضروس بجولة داخل كنيسة القديس ساڤا التي تعد ثالث أكبر كنيسة أرثوذكسية في العالم واستمع إلى شرح حول تاريخ بناء الكنيسة التي شيدت في الموقع الذي أحرقت فيه رفات القديس ساڤا عام 1595 وتعود فكرة بنائها إلى عام 1895 وبدأ العمل فيها فعليًا في 10 مايو 1935 قبل أن تتوقف الأعمال خلال الحرب العالمية الثانية ثم استؤنفت الأعمال في ثمانينيات القرن الماضي واكتمل البناء الخارجي لها عام 2004 بينما انتهت الزخارف الداخلية عام 2020 ويبلغ ارتفاع قبتها 70 مترًا مكسوة بفسيفساء ذهبية تعد الأكبر في العالم تغطي مساحة 15000 متر مربع وتضم أكثر من 50 مليون قطعة نفذتها أكاديمية الفنون الروسية بمشاركة 300 فنان وتستوعب الكنيسة أكثر من عشرة آلاف مصلٍ.

بعد الجولة، توجه قداسته إلى مقر البطريركية الصربية حيث أقام غبطة البطريرك بورفيريوس لقاءً ترحيبيًا رسميًا بحضور الأساقفة المساعدين والوفد المرافق لقداسة البابا.

وفي كلمته، أعرب غبطة البطريرك عن سعادته بالزيارة قائلاً: “قلوبنا تفرح بوجودكم بيننا نشعر بعلاقة روحية عميقة مع مصر تلك الأرض التي زارها القديس ساڤا في القرن الثالث عشر وعاد يحمل حبًا خاصًا لها زيارتكم اليوم امتداد لمحبة قديمة ونحن نعتبركم إخوة وأصدقاء إن الكنيسة القبطية كنيسة حية ونحن دائمًا معجبون بإيمانكم الصلب وخدمتكم العميقة ونود أن نتعرف أكثر على الكنيسة القبطية عن قرب خاصة على روحانيتها ورهبنتها كما أنني معجب بكيفية صمود مصر هذا البلد الفريد”

من جانبه، ألقى قداسة البابا كلمة قال فيها: “أنا سعيد جدًا بهذه الزيارة وأشكر محبتكم الكبيرة أتيت إليكم من مصر الأرض التي احتضنت العائلة المقدسة جئتكم من أرض القديس مار مرقس كاروز ديارنا أرض القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبنة”

وأضاف قداسته: “مصر بلد فريد جمعت شعوبًا وأديانًا وحضارات على مر التاريخ بلد النيل الذي كان سببًا في وحدتنا لآلاف السنين لذلك ظل الأقباط متعلقين بأرضهم لا يغادرونها إلا نادرًا لأن ارتباطهم بالنيل والأرض عميق كجذور التاريخ”

وتابع قداسته قائلاً: “الكنيسة القبطية تحرص دائمًا على أن تكون قريبة من كل كنيسة وكل إنسان نحن أعضاء فاعلون في مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس العالم ومجلس كنائس مصر نمد أيدينا بالسلام للجميع ونشارك بمحبة في صنع مستقبل أفضل”

ثم وجه دعوة مفتوحة للجميع لزيارة مصر لتروا بأعينكم تراثنا العريق وأديرتنا وكنائسنا وكيف نحمل رسالة المسيح وسط عالمنا.

كما رحب غبطة البطريرك بورفيريوس بالتعاون الكامل مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مؤكدًا أهمية تقديم الدعم للمسيحيين المصريين الذين يعيشون في صربيا والبالغ عددهم حوالي 130 شخصاً مشددًا على أن الكنيسة الصربية ترى في الكنيسة القبطية شقيقة وصديقة وسنعمل معاً لما فيه خير شعوبنا وخدمة المسيح.

وفي ختام اللقاء تبادل قداسة البابا وغبطة البطريرك الهدايا التذكارية تعبيراً عن العلاقات الأخوية بين الكنيستين.