السعودية تتصدر المشهد العالمي في مجال الأوقاف البيئية

تُعتبر السعودية الدولة الأغنى في العالم من حيث قيمة الأوقاف البيئية، وذلك وفقاً لما ذكرته الهيئة العامة للأوقاف في سلسلة “معلومة وقفية” مما يعكس التوجه الفريد للمملكة في ربط العطاء المستدام بحماية البيئة ويظهر هذا التوجه فهماً عميقاً لدور الوقف كأداة تمويل مجتمعي تدعم الاستدامة البيئية وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المتوازنة، بما يتماشى مع رؤية وطنية شاملة.

وفي نفس السياق، تشير تقديرات المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي ومنصة الاستثمارات البيئية الخضراء إلى أن حجم الإنفاق العالمي على المبادرات البيئية المدعومة من المؤسسات غير الربحية والوقفية قد تجاوز 10 مليارات دولار سنوياً وتشمل هذه المبادرات مشاريع تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة وصون الغابات ومواجهة التغير المناخي وقد أفادت مؤسسة “روكفلر” للأعمال الخيرية الاستشارية بأن أكثر من 5000 جهة وقفية ومنظمة مانحة حول العالم خصصت جزءاً من أصولها لدعم القضايا البيئية، مع تسجيل معدل نمو سنوي لهذا القطاع بلغ 8.7% نتيجة تزايد وعي المجتمعات بخطورة التدهور البيئي.

وتبرز المملكة كنموذج رائد في مجال الأوقاف البيئية حيث تعمل الهيئة العامة للأوقاف على تمكين المجتمع من المساهمة في حماية البيئة عبر تمويل مبادرات تشمل تشجير المناطق الجافة ومكافحة التصحر ودعم مراكز البحث والتعليم البيئي وتمويل مشاريع إعادة التدوير والطاقة النظيفة وحماية الحياة الفطرية وتأهيل المحميات الطبيعية.

جدير بالذكر أن هذه الجهود تأتي ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي وضعت الاستدامة البيئية كأحد أعمدتها الأساسية وأعادت تعريف مفهوم الوقف ليشمل الاستثمار في البيئة والمستقبل بالإضافة إلى الدور التقليدي الذي يلعبه الوقف في مجالات التعليم والصحة والخدمات المجتمعية.

من ناحية أخرى، يشدد الخبراء على أهمية تعزيز الوعي العام بأهمية الأوقاف البيئية ودورها الحيوي في مواجهة تحديات تغير المناخ والحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمجتمعات المحلية والعالمية.

أخبار ذات صلة.