
كشف راي فوكنر، ابن عم أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي، في حديث خاص لـ سلاش ويب عن الجانب الإنساني العميق لشخصية البطل الذي لم يكن مجرد مقاتل في الحلبة فحسب بل كان أيضاً مقاتلاً من أجل المساواة والكرامة الإنسانية، وأوضح من خلال تجربته الشخصية وسنوات قضاها في حفظ إرث كلاي وتوثيقه اللحظات المفصلية في حياة بطل الملاكمة، كما تحدث عن زيارته المؤثرة للمملكة ومواقفه الشجاعة التي لا تزال تلهم الملايين حول العالم.
كما سلط الضوء على هذا الإرث عبر أفلام ووثائقيات جديدة تستعرض صراعاته الروحية والفكرية وتجسد رسالته في زمن ما زال يفتقر إلى رموز تقود المجتمعات بالتواضع والشجاعة، إذ إن العامل الذي دفعه للحفاظ على إرث ابن عمه محمد علي كلاي هو تأثير الرياضة الإنساني الذي أصبح يلهم الناس في أنحاء العالم ويجمعهم ويوحدهم، ويمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من الملاكمة ليشمل المساواة وعدم التمييز.
ووصف راي فوكنر ابن عمه كلاي بأنه شخصية مبهرة عند الناس داخل الحلبة وأمام الكاميرات، وبعيداً عن الأضواء كان شخصاً عطوفاً وسخياً ولطيفاً ومتواضعاً ومخلصاً لإيمانه ونزعته الإنسانية وبتفكيره العميق خصوصاً في حياته الخاصة، حيث أمضى معظم وقته وعمره في مساعدة الآخرين وكان منزله مليئاً بالزوار من جميع أطياف المجتمع وكان حريصاً على التواصل مع الناس على المستوى الشخصي بغض النظر عن خلفياتهم.
وقال فوكنر إن شخصية علي تشكلت من خلال معتقداته القوية وحبه لعائلته والتزامه الثابت بقيم العدالة، لم يكن بطلاً فقط في الحلبة بل كان أيضاً بطلاً في الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة ولذلك لا يزال إرثه مصدر إلهام لكثير من الناس حول العالم. مشيراً إلى أن حياته كانت مليئة باللحظات المفصلية وخوضه معارك قانونية كبرى فيما تعتبر معركة الأدغال ضد جورج فورمان 1974 ومعركة مانيلا ضد جو فريزر 1975 من الانتصارات التي أظهرت صلابته وذكاءه.
مبيناً أن زيارة محمد علي إلى المملكة عكست التزامه بتعاليم دينه ومن أبرز لحظات رحلته أداؤه مناسك الحج 1972 ولم تكن زيارته للمملكة مجرد تأدية واجب ديني بل تجربة شخصية عميقة عززت إحساسه بالهدف واتصاله بإيمانه، وكانت لحظة تأمل وتجديد سمحت له بالتعرف أكثر على مبادئ السلام والتواضع والإخلاص التي وجهت حياته كلياً فيما بعد.
مضيفًا أن أهم رسالة تركها علي للعالم كانت قوة الإيمان بالنفس والدفاع عن الحق وقال مقولته الشهيرة: “لا شيء مستحيل” ولا يزال إرثه يحفز الأجيال على السعي لتحقيق المكانة والعظمة مع التمسك بالقيم.