وزير الاتصالات يعلن عن تطوير المهارات الرقمية لأكثر من 30 ألف سيدة في جميع المحافظات

أكد الدكتور عمرو طلعت أن استراتيجية مصر الرقمية التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ أكثر من سبع سنوات تهدف إلى بناء مجتمع رقمي متكامل، يتيح لجميع المواطنين فرصة استخدام التكنولوجيا والاستفادة من إمكانياتها في مختلف جوانب حياتهم؛ مشيرًا إلى أن مبادرة “قدوة. تك” التي أُطلقت منذ ست سنوات تأتي في إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية، حيث تسعى المبادرة إلى تمكين المرأة المصرية في جميع أنحاء الجمهورية من استخدام تكنولوجيا المعلومات لتطوير مسارها المهني وتحقيق طموحاتها.

تتزامن هذه الاحتفالية مع مرور ست سنوات على انطلاق المبادرة، والتي تستهدف تنمية المهارات الرقمية لدى المرأة المصرية عبر توظيف أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما يتناسب مع احتياجاتها العملية والاجتماعية، كما تتواكب مع اليوم العالمي للاتصالات الذي يقام هذا العام تحت شعار “المساواة بين الجنسين في التحول الرقمي”.

وفي كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت أن المرأة تمثل العمود الفقري للأسرة والمجتمع المصري؛ ومن هنا فإن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحرص على إتاحة برامجها التدريبية لكافة السيدات، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات خاصة بالمرأة مثل مبادرة “قدوة. تك”، التي نجحت خلال السنوات الست الماضية في تدريب أكثر من 30 ألف سيدة من مختلف المحافظات، فضلاً عن تدريب 55 رائدة معرفة ساهمن في نقل المهارات الرقمية لأكثر من 16 ألف سيدة داخل مجتمعاتهن، مما يساهم أيضًا في رفع الوعي المجتمعي حول استخدام التقنيات الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية قام الدكتور عمرو طلعت بتكريم عدد من الخبراء وممثلي الجهات المحلية والدولية الشريكة لمبادرة “قدوة. تك”، تقديرًا لدورهم الفاعل في تعزيز المهارات الرقمية للمستفيدات خلال العام الماضي، كما تم تكريم بعض القدوات الناجحة ممن اكتسبن مهارات رقمية عبر المسارات التدريبية للمبادرة؛ إضافةً إلى تكريم صانعات الأثر من رائدات المعرفة والشركاء تقديراً لجهودهن المستمرة في نشر المعرفة وتعزيز الشمول الرقمي للمستفيدات.

يجدر بالذكر أن مبادرة “قدوة. تك” قد حققت نجاحًا ملحوظًا خلال السنوات الست الماضية، حيث تمكنت من دعم نحو 32 ألف سيدة عبر برامج متكاملة لبناء القدرات الرقمية وتقديم خدمات التوجيه والدعم المستمر لقياس الأثر وحل التحديات باستخدام الحلول التكنولوجية.

كما ساهمت المبادرة في رفع الوعي المجتمعي حول التكنولوجيا المالية الرقمية والشمول المالي وموضوعات تتعلق بالتنمية المستدامة مثل الصحة الإلكترونية والحماية الرقمية، وذلك من خلال تنظيم أكثر من 100 فعالية توعوية. وقد رسخت المبادرة نموذجًا مجتمعيًا مستدامًا يعتمد على نقل المعرفة بين السيدات حيث تلعب رائدات المعرفة دوراً حيوياً في تمكين أقرانهن لاستخدام التكنولوجيا وتبادل الخبرات فيما يتعلق بالحرف وإدارة المشروعات، مما يعزز فرص السيدات في ريادة الأعمال ويساهم أيضًا في توسيع نطاق التمكين الرقمي داخل المجتمع ذاته.

خلال الاحتفالية، ألقى غمار ديب نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كلمة تناول فيها دور البرنامج في تعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للسيدات والشباب بمحافظات مصر؛ وذلك بالتعاون الوثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وخلق المزيد من فرص العمل لكافة فئات المجتمع وزيادة الاستثمارات لتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم جهود الدول لتحقيق خطط التنمية المستدامة وفقاً لأهداف التنمية الدولية.

قدمت المهندسة هدى دحروج مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية المجتمعية الرقمية عرضاً استعرضت فيه أبرز إنجازات مبادرة “قدوة. تك” ومدى توافقها مع احتياجات المرأة المصرية ودورها الحيوي في تمكين الكوادر المحلية صاحبات الأعمال الحرفية والخدمية وبناء شبكة مؤهلة للقيادة والتحول الرقمي بالمجتمعات المختلفة. وقد سلط العرض الضوء على الحلول الرقمية المبتكرة التي وفرتها المبادرة وخاصةً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وأثر الشراكات الفاعلة التي مكنت النساء من الاندماج ضمن الاقتصاد الرقمي المحلي والإقليمي والدولي مع الأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي خلال كافة مراحل التنفيذ.

تناولت الاحتفالية أيضًا جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المبذولة لبناء الإنسان وتنمية مهارات الابتكار الرقمي والإبداع للأفراد بالمجتمع وما توليه الوزارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) من اهتمام خاص بتمكين المرأة رقميًا. وتم تسليط الضوء على جهود شركاء النجاح المؤثرين الذين دعموا أنشطة المبادرة سواء كانوا جهات حكومية أو مؤسسات المجتمع المدني أو مؤسسات دولية بما يعزز مكانة المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.

كما تم التأكيد على أهمية تمكين السيدات للقيادة بهذا الاتجاه عبر التدريب والمشاركة في إنتاج محتوى رقمي احترافي يعكس مهاراتهن ويروي قصصهن بطريقة تعكس تجاربهن الشخصية وإبداعاتهن. شهدت الاحتفالية أيضًا الإعلان عن الرؤية المستقبلية لمبادرة “قدوة. تك” لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة والتي تشمل التوسع التدريجي لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي وإنتاج المحتوى الرقمي بأحدث التقنيات واستهداف فئات جديدة مثل السيدات ذوات الإعاقة وخريجات التعليم الفني بالإضافة إلى استمرار تنظيم المعسكرات التدريبية وتعزيز الشراكات خاصةً مع القطاع الخاص والمبادرات القومية.

كما عُرض فيلم وثائقي قصير يستعرض أبرز ملامح التعاون المثمر مع الشراكات المؤسسية والنتائج الإيجابية الناتجة عن تلك الشراكات وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية على المستفيدات ومجتمعاتهن المحلية.