
ها قد حصلنا أخيرًا على لعبة كمغامرة جديدة مختلفة كليًا عن المألوف، وهي من تطوير استوديوهات السويدية ونشر شركة.
قد تبدو اللعبة للوهلة الأولى مزيجًا صاخبًا يجمع بين جنون Crazy Taxi ولعبة Teardown وربما بعض عناصر سلسلة GTA الشهيرة، لكنها سرعان ما سوف تكشف بشكل غير متوقع أنها تمتلك في طياتها قصة عميقة ونقد أو سخرية اجتماعية لاذعة تخفي خلف جنونها الظاهر.
تدور أحداث اللعبة في نسخة ساخرة ومبالغ فيها من الولايات المتحدة الأمريكية إبان فترة ما بعد الحرب العالمية، حيث يجد اللاعب نفسه في دور “وينستون جرين”، وهو بعارة عن ساعي توصيل أقرب الى حافة الفقر يعاني من سوء حظ متواصل، وهنا يتورط وينستون سريعًا في مؤامرة غير متوقعة، حيث يتوجب عليه إنجاز مهام توصيل تفوق الخيال في غرابتها.
أسلوب اللعب ممزوج ببعض بهارات الفوضى الغريبة!
“Deliver At All Costs” لعبة قيادة تعتمد على العالم المفتوح وتتمحور حول مهمات التوصيل، لكنها تتجاوز كل القواعد المألوفة لهذا النوع، مهمتك بسيطة، استلم حمولتك ووصلها إلى وجهتها، وما يميز اللعبة حقًا هو الطبيعة الغريبة لهذه الحمولات التي تتراوح بين أسماك عملاقة حية وقنابل على وشك الانفجار أو أي شيء آخر يمكن وضعه في صندوق شاحنة وينستون الصغيرة.
العالم المحيط بك قابل للتدمير بالكامل وبشكل مضحك، فأقل احتكاك بمركبتك يمكن أن يؤدي إلى انهيار أجزاء من المنازل والمباني، ليس هذا فحسب بل إن اللعبة تشجعك على إحداث أكبر قدر ممكن من الفوضى والدمار مما يضيف بعدًا فريدًا من المتعة، ما يزيد من الطابع الفكاهي هو ردود أفعال المواطنين الهادئة والمضحكة حيث يستمرون في التفاعل بأدب حتى لو قمت بدهسهم وإرسالهم في الهواء وهو ما يستحضر روح الدعابة في سلسلة Benny Hill.
ورغم الفوضى العارمة تتميز آليات التحكم في المركبات بالدقة والاستجابة الممتازة وهذا التوازن بين التحكم الجيد والفيزياء المجنونة هو ما يجعل القيادة ممتعة ومليئة بالتحديات في آن واحد، كلما كانت حمولتك أغرب أو أثقل كالبطيخ المتطاير زادت المتعة والتحدي في قيادة سيارتك لكي تدفعك لابتكار طرق توصيل غير تقليدية.
الرسومات والتوجه الفني كأنها بطاقة بريدية من الخمسينات
تعد أجواء اللعبة من أبرز نقاط حيويتها وذلك لأنها Deliver At All Costs تزمج بصدق ومرح بين رسومات واقعية ولوحة ألوان زاهية بفلتر خمسيني يضفي على العالم طابع الرسوم المتحركة الحية وقد نجحت في أن تعيدنا إلى أجواء تلك الحقبة من القرن الماضي وكل ذلك بفضل بيئتها ومنازلها الملونة الجذابة والسيارات الكلاسيكية ذات التصاميم المميزة التي يعشقها مواليد ذلك الجيل بالإضافة إلى الشخصيات التي تتفاعل بطرق غير متوقعة.
هذا المزيج من الواقعية الكرتونية يمنح اللعبة طابعًا مرحًا وممتعًا فالموسيقى التصويرية مثلًا تعتبر بلا أدنى شك جزء أساسي من مغامرة اللعبة فهي تجمع أيضًا بلمسات أنيقة بين موسيقى السيرف روك وبعض المقاطع الإعلانية قديمة وهذا الأمر سينتج عنه تناقض مضحك ومربك وكأنك تشاهد إعلانًا كلاسيكيًا لشامبو أو مشروب غازي بينما ينهار العالم من حولك.
ورغم أن الرسومات لا تميل إلى الواقعية المفرطة إلا أن هناك اهتمامًا مذهلاً بالتفاصيل في كل زاوية بدءًا من إعلانات الراديو ووصولاً إلى حوارات الشخصيات وأصوات السيارات وكل تفصيلة داخلها.
قصة عميقة وغامضة بشكل مشوق
بخلاف ما قد يتوقعه المرء من لعبة تركز على الفوضى تقدم Deliver At All Costs قصة عميقة ومثيرة للاهتمام بشكل مفاجئ تنقسم اللعبة إلى ثلاثة فصول يدور كل منها في منطقة جديدة تزخر بتحديات وشخصيات خاصة بها وتكشف أجزاءً من الغموض الذي يحيط بـ “وينستون” والشركة الغامضة التي يعمل بها.
تأخذ القصة منحى “نوار” مع نظريات مؤامرة تتورط فيها الحكومات والشركات وتجارب سرية ورغم أن السرد قد يكون ساخرًا ويحتوي على لحظات كوميدية سوداء مثل الحديث عن القيم العائلية ثم دهس عائلة فورًا إلا أنه ينجح في إبقاء اللاعب مهتمًا إنها قصة تبدأ ببساطة ثم تتكشف طبقاتها مما يثبت أن الجنون في هذه اللعبة ليس بلا هدف هي ليست قصة تنافس The Last of Us في عمقها الدرامي لكنها بالتأكيد تتجاوز كونها مجرد خلفية لأفعال مجنونة.
نقاط ضعف Deliver At All Costs قد تعكر صفو التجربة
مثل أي لعبة أخرى فإنها ليست خالية من بعض الجوانب التي قد تحتاج إلى تحسين فعلى سبيل المثال المهام المتكررة قد يشعر بعض اللاعبين بأنها تتكرر بعد فترة.
بالإضافة الى أن فكرة اللعبة بسيطة للغاية وهذا قد يؤدي إلى ملء عالم اللعبة بمهام متشابهة تتجاهل الجانب القصصي وتحاول ملء فراغ معين أو لنعتبرها حشو ومع ذلك فإن اللعبة تمنحك حرية المحاولة بمسارات مختلفة أو تحدي نفسك لتوصيل الحمولة دون تدمير أي شيء وهو ما يعد تحديًا صعبًا للغاية.
المشاهد السينمائية غير المتسقة بعض المشاهد تستخدم صورًا ثابتة مع تعليق صوتي بأسلوب الكوميكس الكلاسيكي الذي يعمل بشكل جيد بينما تظهر المشاهد الأخرى التي تحاول أن تكون سينمائية برسوم متحركة ذات جودة قديمة تشبه ألعاب كلاسيكية من زمن منصة بلايستيشن 2 والتي قد تقلل من مستوى الانغماس.
تقييم المستخدمون : كن أول المصوتون !