الإعلام العالمي يثني على جهود مصر في دعم غزة واستقرار المنطقة

أكد تقرير إحصائي شامل أصدرته عن “صورة مصر في وسائل الاعلام الدولية”، أن الإعلام الدولي تابع بشكل مكثف دور مصر وسياستها الداخلية والخارجية، في مختلف المجالات، وتأكد ذلك من خلال رصد وتحليل تناول وسائل الاعلام الدولية لشئون مصر الداخلية والخارجية خلال شهر مارس 2025.

175 وسيلة إعلامية دولية اهتمت بالسياسة الخارجية المصرية

ومنها 45 وسيلة من وسائل الإعلام الأوروبية من أكثرها تكراراً في النشر: وكالة رويترز البريطانية ووكالة الأنباء الفرنسية، وموقع وكالة تاس الروسية، وصحيفة الاندبندنت البريطانية، وشبكة بي بي سي البريطانية بالعربية والإنجليزية، ومجلة “الإيكونوميست” البريطانية، وموقع وكالة “Nova” الإيطالية، وموقع “سويس إنفو” السويسري، وموقع “دويتشه فيله” الألماني، وموقع “World Crunch” الفرنسي، والموقع الإلكتروني لصحيفة “El País” الإسبانية، وموقع صحيفة لوفيجارو الفرنسية، وموقع “الاتحاد الأوروبي” (EEAS) .. وغيرها.

الموقف المصري من العدوان على غزة الصدارة

84% من وسائل الإعلام أشادت بالموقف المصرى

أشار تقرير “هيئة الاستعلامات” أنه من حيث الاتجاه العام للتناول الإعلامي الدولي لملف السياسة الخارجية المصرية، فقد لوحظ أن النشر في مجمله جاء متراوحا ما بين الموضوعي والإيجابي والقليل منه جاء سلبياً، حيث بلغت المواد التي اتسمت بالموضوعية (417) مادة من إجمالي (685) مادة بنسبة قاربت 61% منها (48) مادة من الأميركتين، و(75) مادة من أوروبا، و(84) من آسيا، و(91) من العالم العربي، و(8) من أفريقيا، و(111) من دول الجوار.

في حين لم يظهر التناول السلبي إلا بحوالي 109 مادة من إجمالي (685) بنسبة قاربت 16% من إجمالي المواد، منها (18) مادة إعلامية من الأمريكيتين، و(13) من أوروبا، و(9) من آسيا، و(19) من العالم العربي، و(3) من إعلام أفريقيا و(47) من دول الجوار.. ويمكن تفسير هذا في ضوء استمرار ظهور بعض التوجهات السلبية وبخاصة لدي وسائل الإعلام الأوربية والأمريكية والإسرائيلية – تحديدا عند الحديث عن تداعيات الطرح الأمريكي عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، حيث اتسمت ردود أفعال بعضها بالسلبية، فضلا عن غلبة التوجهات السلبية لدي تناول الإعلام الإسرائيلي للموقف المصري من الحرب على غزة وتداعيات ذلك على العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها لمرحلة تهدد حتى معاهدة السلام بينهما.

ثم يفصل تقرير هيئة الاستعلامات بعض من النماذج المنشورة بالإعلام الدولي وتحمل التوجهات الإيجابية، والتي تطرقت إلى قضايا فرعية متعلقة بالموقف المصري من الحرب على غزة ومن أبرزها ما يلي:

▪ الإشادة الدولية بالجهود المصرية بالتعاون من كل من قطر والولايات المتحدة لاستمرارية وقف إطلاق النار.. سواء ظهرت في استقبال السيد الرئيس السيسي لزعماء وكبار المسئولين الدوليين أو في إجراء أو استقبال اتصالات هاتفية معهم خلال تلك الفترة (استضافة مصر للقمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية في 4 مارس 2025). أو ظهرت في جهود وتحركات وبيانات الخارجية المصرية وباقي أجهزة الدولة المصرية أو حتى التحركات الشعبية الرافضة للتهجير.

▪ تأييد عربي وإسلامي وأوروبي لخطة مصر لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها بتكلفة تقارب 53 مليار دولار.

▪ تزايد الدعم العربي والفلسطيني خاصة لموقف مصر والرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.

▪ سعي مصر لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة خلال الفترة القادمة لتوفير التمويل لخطة إعادة إعمار غزة.

وفيما يلي نماذج من حالات التناول الايجابي بوسائل الاعلام الدولية من مختلف مناطق العالم الجغرافية:

– نشرت وكالة الأنباء الاسبانية “EFE” تقريراً في 5 مارس 2025، تحت عنوان “الأمم المتحدة والدول العربية والإفريقية والاتحاد الأوروبي تدعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة”، حيث حصلت مصر على دعم جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة لخطتها لإعادة بناء قطاع غزة وضمان قدرة السكان الفلسطينيين على العيش في غزة.

– نشر موقع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية في نسخته الإنجليزية، تقريراً بتاريخ 8 مارس 2025، تحت عنوان “لامي ووزراء الخارجية الأوروبيون يؤيدون الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة”، حيث تتجنب الخطة البالغة قيمتها 53 مليار دولار (41 مليار جنيه إسترليني)، والتي أعدتها مصر واعتمدها الزعماء العرب، تهجير الفلسطينيين من القطاع، حيث قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إلى جانب نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا، إنهم يدعمون خطة مدعومة عربياً لإعادة إعمار غزة.

– نشرت صحيفة “القدس” الفلسطينية تقريرا في 18/3 تحت عنوان “الخارجية المصرية: نعمل على استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة” حيث قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن هناك مقترحا بأن يدرس مجلس الأمن تأسيس وجود دولي في قطاع غزة والضفة الغربية، تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده عبد العاطي في القاهرة مع سفراء أجانب وممثلي سفارات ومنظمات دولية حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بغزة؛ وفق بيان للخارجية المصرية. أبرز النماذج للتوجهات الموضوعية في الاعلام الدولي مرتبة من الاقدم للأحدث حسب تطور الموقف المصري من الحرب على غزة:

– نشر موقع قناة “الحرة” الأمريكية في 2/3/2025، تقريراً من “واشنطن”، بعنوان “تعليق من مصر والسعودية على قرار إسرائيل وقف مساعدات غزة”، حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانتها واستنكارها” قرار الحكومة الإسرائيلي بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحة أن ذلك “يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومساسا مباشرا بقواعد القانون الدولي الإنساني”. من جانبها، أدانت مصر القرار الإسرائيلي بوقف المساعدات و”غلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية”، معتبرة أن هذه الإجراءات “تعد انتهاكا صارخا للاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي الإنساني”.

– تحت عنوان (مصر: وزراء الخارجية العرب عرضوا خطة إعمار غزة على المبعوث الأمريكي) ذكر موقع قناة العالم الإيرانية فى (12/3/2025) أن قطر، استضافت اجتماعا ضم عددا من وزراء الخارجية العرب، بحضور المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، من أجل بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن “وزراء الخارجية العرب المجتمعون عرضوا خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في القاهرة في 4 مارس 2025”.

– أوردت وكالة “أنتارا” الإندونيسية تقريراً بتاريخ (13/3) تحت عنوان “مصر والولايات المتحدة تتفقان على التنسيق بشأن خطط إعادة إعمار غزة”، حيث اتفق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف على مواصلة المشاورات والتنسيق بشأن خطة إعادة إعمار قطاع غزة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

– نشرت صحيفة “Le Figaro” الفرنسية، تقريراً مقتضباً في 16 مارس 2025، بالاشتراك مع وكالة “فرانس برس”، تحت عنوان “غزة: مفاوضون إسرائيليون في مصر لبحث قضية الرهائن”، حيث يأتي الإعلان الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” بعد يوم من إعلان إسرائيل أنها تواصل المحادثات مع حماس. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن مفاوضين إسرائيليين يتواجدون في مصر، حيث يبحثون مع الوسطاء المصريين قضية الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، في إطار المحادثات بشأن استمرار التهدئة في غزة.

تواصل مصر جهودها الدبلوماسية من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث تعتبر هذه المبادرات جزءاً من استراتيجيتها لتعزيز دورها كوسيط في الأزمات الإقليمية. ويعكس هذا الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام الدولية دور مصر في حل النزاعات وتعزيز السلام، مما يساهم في تعزيز موقفها على الساحة الدولية.