وزير الري يحذر من ارتفاع العجز المائي العربي إلى 261 مليار متر مكعب بحلول عام 2030

شارك الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، في فعاليات “مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه” الذي عُقد بالعاصمة العراقية بغداد بمشاركة عدد من الوزراء والخبراء والمتخصصين في قضايا المياه من مختلف الدول العربية
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية، ثمّن الدكتور سويلم الجهود العراقية في تنظيم هذا الحدث الذي بات منصة عربية وإقليمية بارزة لدعم التعاون المشترك في ملف المياه، مشيرًا إلى أن المؤتمر الذي يُعقد هذا العام تحت شعار “المياه والتكنولوجيا: شراكة من أجل التنمية” يعكس أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في مواجهة التحديات المائية وهو ما يتسق مع التوجهات الإقليمية لتعزيز الأمن المائي والغذائي والبيئي
وأكد وزير الري أن أكثر من 90% من سكان الدول العربية يعانون من ندرة مائية حادة فيما تعتمد 21 دولة عربية على موارد مائية مشتركة وتأتي أكثر من 60% من المياه المتاحة من خارج المنطقة مما يجعل الالتزام بالقانون الدولي للمياه ومبدأ عدم الإضرار والإخطار المسبق وتبادل البيانات ضرورة حتمية
وأضاف أن التحديات التي تواجه منطقتنا العربية تزداد تفاقمًا بفعل التغيرات المناخية والنمو السكاني محذرًا من أن العجز المائي العربي قد يصل إلى 261 مليار متر مكعب بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لسد الفجوة بين الموارد والاحتياجات
وفي هذا السياق، شدد الدكتور سويلم على رفض مصر التام لاستخدام المياه كوسيلة ضغط سياسي مشيرًا إلى القلق البالغ تجاه التدمير الممنهج للبنية التحتية للمياه في قطاع غزة وما يمثله ذلك من انتهاك صريح لحقوق الإنسان وتهديد مباشر للأمن المائي لملايين المدنيين
وأوضح الوزير أن التكامل بين المياه والتكنولوجيا أصبح خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه مؤكدًا أن التحلية لإنتاج الغذاء الكثيف تمثل أحد الحلول المستقبلية المهمة وأن مصر تمضي قدمًا في تنفيذ محاور “الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0” التي تشمل محاور متعددة من أبرزها معالجة المياه والتحلية والتحول الرقمي والإدارة الذكية وتأهيل المنشآت المائية والتكيف مع التغيرات المناخية
وأشار الدكتور سويلم إلى أن مواجهة تحديات المياه تستلزم حلولًا مبتكرة وبديلة منها التوسع في استخدام الموارد المائية غير التقليدية وإعادة استخدام المياه وتبني أنماط زراعية تحقق كفاءة اقتصادية عالية وتتكيف مع شح الموارد
وفي ختام كلمته، وجّه الوزير دعوة مفتوحة إلى الدول والمنظمات الإقليمية والدولية للمشاركة في فعاليات “أسبوع القاهرة للمياه” في نسخته الثامنة والمقرر انعقاده خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر 2025 تحت عنوان “حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه” مشيرًا إلى أنه سيتضمن اجتماعات وزراء المياه والزراعة العرب لتعزيز التعاون العربي وتفعيل مشروعات مشتركة تدعم الأمن المائي والتنمية المستدامة في المنطقة