تمتاز العديد من قرى الحرث في منطقة جازان بطابع خاص خلال أيام الأعياد، خصوصاً عيد الأضحى المبارك حيث يتوافد إليها كثير من أبنائها الذين يعملون في عدد من المدن، ويجدون في قضاء إجازة العيد مع أقاربهم متعة تختلف عن الطابع التقليدي والرتابة التي قد يشعر بها البعض في المدن، وتسهم قوة الروابط الاجتماعية بين الأسر في تلك القرى بشكل كبير، لاسيما أن معظم من يفضلون الاحتفال بالعيد في القرى هم من سكانها الذين هاجروا منها بسبب أعمالهم.
يتميز عيد القرى بالهدوء والبساطة، إضافة إلى العادات والتقاليد التي تختلف من قرية لأخرى، فبعض القرى تخصص مواقع للاحتفال بالعيد وتناول وجبة إفطار جماعي بعد أداء الصلاة في مصلى القرية، بينما يفضل آخرون تبادل الزيارات المنزلية للتهنئة بالعيد، وتُقدم الأكلات الشعبية المعروفة مثل المغشات والحياسي وعيش الذرة، وهي تقاليد توارثتها الأجيال تعبيراً عن كرم الضيافة، كما تُعد الأكلات الشعبية مثل المحشوش والمغشات والعيش الحامض (الخمير) والمفالت والثريد والدخن جزءاً لا يتجزأ من هذه المناسبات.
يقول محمد دارسي الذي قدم من جدة لقضاء العيد في قريته إنه حريص على قضاء أيام العيد في محافظة الحرث، مضيفاً: «أستمتع أنا وأبنائي بزيارة أقاربي والالتقاء بالأصدقاء الذين يحرصون على التواجد في مثل هذه المناسبة»، مشيراً إلى أن العيد في القرية له طابع خاص يتمثل في الفعاليات مثل الألوان الشعبية التي تُقام صباح يوم العيد ويحضرها جميع أبناء القرية، لافتاً إلى أن ملامح العيد هنا أفضل بكثير مقارنةً بالمدن التي لم تعد تهتم كثيراً بمظاهر الاحتفال.
من جانبه يقول تركي علواني إن الكثير من الزوار يتوافدون إلى القرى خلال أيام العيد لقضاء هذه الأيام بين الأهل والأقارب، ويضيف: «اعتدنا كل عام على قضاء أيام العيد مع الأهل والجيران الذين يتواجدون بشكل كبير خلال الإجازة»، مشيراً إلى أنهم يتبادلون التهاني ويشاركون بعضهم الأفراح بالعيد. ويصف اليوم الأول للعيد بأنه يحمل مظاهره الخاصة حيث يُخصص موقع لتناول وجبة الإفطار بعد العودة من المصلى، كما يقام احتفال آخر بعد الظهر حيث يقوم كل شخص بإحضار وجبة غداء تتضمن لحوم الأضاحي مثل اللحم الحنيذ والمشوي والمفتوت والمحشوش وبعض الأكلات الشعبية المشهورة. ويؤكد أن العديد من القرى لا تزال تحافظ على هذه العادات بشكل مستمر خلال موسم الأعياد.