اكتشاف مدينة تعود للدولة الوسطى في منطقة الكرنك بالأقصر مع صور حصرية

شهدت منطقة الحفائر الأثرية في معابد الكرنك، للمرة الثانية خلال العام الجاري، اكتشاف أقدم مدينة ومستوطنة تعود لعصر الدولة الوسطى حيث أسفرت أعمال الحفر والتنقيب عن العثور على مدينة متكاملة في أقصى الركن الجنوبي الشرقي بالمعبد والتي تعود لفترة الدولة الوسطى بين 2050 و1710 قبل الميلاد وقد استمر العمل بها لأكثر من ألف عام مضى.

بدأت أعمال الحفائر في هذه المنطقة، وفقًا لمصادر أثرية بمعابد الكرنك لـ”سلاش ويب”، حيث تمت تلك الأعمال في أقصى الركن الجنوبي الشرقي من معابد الكرنك إذ تعمل البعثة المصرية الفرنسية المشتركة التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK) منذ عام 2021 م في هذا المكان، وقد أسفرت جهود الحفر هناك عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية الهامة التي ستسهم بشكل كبير في تغيير طريقة فهمنا لمكونات وأجزاء معابد الكرنك المختلفة.

أما بالنسبة لتفاصيل الكشف عن أقدم مدينة عمالية في محيط معابد الكرنك، فقد أكدت المصادر أن أعمال الحفر والتنقيب التي تتم هناك أدت إلى كشف مدينة متكاملة أو مستوطنة في هذا الجزء من المعبد الذي يقع بين السور القديم من الطوب اللبن الذي شيده الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة وعهد الدولة الحديثة والسور الضخم الذي يحيط بمجموعة معابد الكرنك والذي يعود لعهد الملك نختنبو الأول من عصر الأسرة الثلاثين.

والأهم في هذه المستوطنة المكتشفة بمعابد الكرنك هو أنها تعود لفترة الدولة الوسطى بين 2050 و1710 قبل الميلاد وبذلك تعتبر هذه المستوطنة واحدة من أقدم المدن والمستوطنات العمالية التي تم الكشف عنها داخل معابد الكرنك إن لم تكن الأقدم على الإطلاق، وظل استخدام هذه المستوطنة حتى عصر الدولة الحديثة بين 1670 و1069 قبل الميلاد مما يعني أن هذه المستوطنة استمرت بالعمل والاستخدام وظلت أهميتها قائمة لمدة تقارب الألف عام رغم ما قد تخللها من فترات توقف وإهمال، ولكن بشكل عام ظلت مستوطنة خاصة لمعابد الكرنك على الرغم من بعدها عن فناء الدولة الوسطى بنحو 300 متر على الأقل مما يدل على مدى اتساع نطاق ومساحة مجموعة معابد الكرنك في ذلك الزمن البعيد، ولذلك توجد فرضية أخرى تفيد بأن هذه المدينة القديمة كانت قريبة من نواة معابد الكرنك التي اتسعت بمرور الوقت حتى شملت المدينة القديمة المكتشفة خلال تلك الفترة.