باحثة في معهد تكنولوجيا الأغذية تؤكد أن الريحان يعد مصدراً ممتازاً للأحماض الدهنية غير المشبعة

باحثة في معهد تكنولوجيا الأغذية تؤكد أن الريحان يعد مصدراً ممتازاً للأحماض الدهنية غير المشبعة

الريحان هو نبات عطري معمر ينتمي إلى عائلة معينة، وتعود تسميته إلى الكلمة اليونانية “Basileus” التي تعني “الملكي” أو “الملك”، مما يجعله يُعرف غالبًا باسم “ملك الأعشاب” نظرًا لاستخداماته المتعددة في مجالات الطب ومستحضرات التجميل والصناعات الدوائية والغذائية.

توضح الدكتورة مها إبراهيم الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية أن الريحان يعود أصله إلى المناطق الدافئة والاستوائية مثل الهند وأفريقيا وجنوب آسيا، ويتواجد بشكل خاص في باكستان والهند حيث تمت زراعته منذ نحو 5000 عام، وهو اليوم منتشر في جميع أنحاء العالم، كما تتم زراعة الريحان تجاريًا في العديد من الدول ذات المناخ الدافئ والمعتدل بما في ذلك فرنسا والمجر واليونان ودول جنوب أوروبا، إضافة إلى أمريكا الشمالية والجنوبية
الفوائد الغذائية لبذور الريحان.

تشير مها إلى أنه على الرغم من عدم شيوع استخدام بذور الريحان على نطاق واسع، إلا أنها تُستخدم في بعض دول الشرق الأوسط لصناعة الأغذية والمشروبات، ويرجع عدم انتشار استهلاك هذه البذور عالميًا بشكل رئيسي إلى قلة الوعي بقيمتها الغذائية والوظيفية العالية.

تستند مها إلى العديد من الدراسات التي تشير إلى أن بذور الريحان تحتوي على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 10% و22.5%، مما يجعلها مصدرًا جيدًا للبروتين وقيمة غذائية كبيرة لصحة الإنسان، علاوة على ذلك فإن حمضي الجلوتاميك والأسبارتيك يعتبران من الأحماض الأمينية غير الأساسية السائدة فيها، كما تحتوي البذور على جميع الأحماض الأمينية الأساسية بنسبة عالية باستثناء تلك المحتوية على الكبريت والتربتوفان مما يعزز أهميتها الغذائية لتغطية المقررات اليومية الموصى بها.

أوضحت مها أيضًا أن البذور تعد مصدرًا غنيًا بالدهون حيث تتراوح نسبتها بين 9.7% و33.0%، وهي كذلك مصدر ممتاز للأحماض الدهنية غير المشبعة، ويظهر تحليل الزيت المستخلص منها الأحماض السائدة فيها، بالإضافة لذلك تعتبر بذور الريحان غنية بالألياف الغذائية حيث يتراوح محتواها بين 22.6% و26.2% مما يجعلها مكونًا غذائيًا ذا أهمية كبيرة لدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزيز الشعور بالشبع ما يجعلها ضمن قائمة المكونات الفعالة لتحسين القيمة الصحية للمنتجات الغذائية.

كما تُعتبر بذور الريحان مصدرًا غنيًا بالصمغ النباتي الذي يشكل نسبته 17–20% من وزن البذور مما يمنحها خصائص وظيفية متميزة تسهم في تعزيز قيمتها في التطبيقات الغذائية المختلفة، يتميز هذا الصمغ بقدرته العالية على الاحتفاظ بالماء ما يجعله عامل ربط فعّالًافي صناعة منتجات اللحوم, وقد أثبت كفاءته كبديل صحي للدهون في منتجات المخبوزات وخاصة الكيك حيث ساعد على خفض محتوى الدهون بنسبة تصل إلى 75% دون التأثير على الجودة الحسية للمنتج, بالإضافة لذلك يُستخدم صمغ بذور الريحان كمثبت للقوام في عدد من المنتجات مثل الآيس كريم والزبادي منخفض الدسم والمشروبات, ويمكن إضافتها كاملة أو مطحونة للمخبوزات كمصدر ممتاز للألياف الغذائية فضلًا عن دورها التكنولوجي في تحسين خصائص القوام للمنتج, وتُضاف أيضًا لمشروبات الفاكهة لتعزيز مظهرها وقيمتها الوظيفية نظرًا لاحتوائها العالي على الألياف مما يؤهلها كمكون غذائي وظيفي واعد دون الحاجة لإضافات صناعية.

أثبتت الدراسات الحديثة أن الصمغ النباتي المستخلص من بذور الريحان يمتلك خصائص تكنولوجية متعددة تشمل قدرته على الاستحلاب وتكوين الرغوة وزيادة اللزوجة وتثبيت القوام ما يجعله خيارًا طبيعيًا مثاليًافي تطوير منتجات غذائية صحية وعالية الجودة, وعلى الرغم من عدم استخدام بذور الريحان تقليديًاعلى نطاق واسع كمكون غذائي إلا أن قيمتها الغذائية والوظيفية تُبرز إمكاناتها الكبيرة في صناعة الأغذية الحديثة.

قد يهمك أيضاً :-