قال الدكتور عاطف عبد اللطيف، عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء ورئيس جمعية “مسافرون” للسياحة والسفر، إن موسم صيف 2025 يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الإقامة الفندقية بمختلف المقاصد السياحية المصرية، في ظل مؤشرات قوية على انتعاش حركة السياحة وزيادة الإقبال من الأسواق المحلية والدولية، خاصة على المدن الساحلية والعاصمة وأوضح “عبد اللطيف”، في تصريحات لسلاش ويب، أن نسبة الزيادة في أسعار الإقامة هذا الموسم تراوحت بين 15% و30% مقارنة بصيف العام الماضي، وهو ما يعكس حجم الطلب المرتفع على الفنادق والمنتجعات خلال هذه الفترة.
قفزات سعرية في الفنادق الشاطئية والعاصمة
أضاف عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء أن أسعار الإقامة لليلة الواحدة تراوحت في فنادق الخمس نجوم بالقاهرة ومدن البحر الأحمر بين 123 و193 دولارًا، بينما سجلت فنادق الأربع نجوم متوسط 87 دولارًا والثلاث نجوم نحو 46 دولارًا كما أوضح أنه في الوجهات الشاطئية مثل الساحل الشمالي والعلمين الجديدة، وصلت أسعار الليلة في بعض المنتجعات إلى نحو 50 ألف جنيه مصري، لاسيما خلال الفعاليات الصيفية الكبرى التي رفعت نسب الإشغال إلى مستويات قياسية.
عوامل اقتصادية وراء ارتفاع الأسعار
أشار عبد اللطيف إلى أن هذه الزيادات لم تكن مفاجئة إذ تأثرت بعدة متغيرات أبرزها ارتفاع الطلب من الأسواق الأوروبية والخليجية وتراجع قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية ما جعل المقصد المصري أكثر جاذبية للسائح الدولي من حيث القيمة لكنه زاد من الأعباء على السائح المحلي ولفت إلى أن الزيادات في تكاليف التشغيل من أجور ومواد خام وفواتير الطاقة لعبت دورًا في تحريك الأسعار حيث قُدرت زيادة تكلفة خدمات الفنادق والمطاعم بأكثر من 3% خلال الربع الأول من 2025 مما انعكس تدريجيًا على الأسعار النهائية المقدمة للعملاء.
فعاليات كبرى ترفع نسب الإشغال
أكد أن الزخم الموسمي المصاحب لسلسلة الفعاليات الفنية والسياحية خلال الصيف أسهم في رفع نسب الإشغال بشكل لافت خاصة في المنتجعات الفاخرة ما تسبب في تقليص المعروض من الغرف الفندقية مقابل الطلب المتزايد ونتج عنه صعود ملحوظ في الأسعار لاسيما خلال عطلات نهاية الأسبوع.
مصر لا تزال الأرخص مقارنة بدول منافسة
ورغم القفزات السعرية شدد على أن أسعار الفنادق في مصر لا تزال أقل من مثيلاتها في وجهات سياحية عالمية مثل دبي أو إسطنبول أو أثينا حيث تتراوح أسعار الإقامة في فنادق الخمس نجوم هناك بين 200 و350 دولارًا لليلة مما يُبقي مصر ضمن الوجهات التنافسية عالميًا بشرط استمرار تقديم مستوى خدمة متميز.
ضرورة التوازن بين التسعير والتنافسية
ودعا “عبد اللطيف” إلى ضرورة تحقيق توازن دقيق بين التسعير الربحي والحفاظ على القدرة التنافسية مع أهمية تقديم عروض مرنة للفئات المتوسطة والسوق المحلي وضبط السياسات التسويقية لمواكبة تغيرات السوق العالمي وأكد على أن تسعير الفنادق سيظل مسألة محورية تعكس تفاعلًا بين العرض والطلب والاعتبارات الاقتصادية والموسمية مشيرًا إلى أن التحدي الأبرز خلال الفترة المقبلة هو الحفاظ على معادلة “القيمة مقابل المال” لضمان استدامة النمو وتحقيق مستهدفات التنمية السياحية في السنوات المقبلة.