حائل تتألق كنموذج سعودي بين أفضل 9 تجارب عالمية

حائل تتألق كنموذج سعودي بين أفضل 9 تجارب عالمية

كشف عضو مجلس التنمية الدولية في جامعة هارفارد ورئيس مجلس إدارة معهد المدينة للسياسات المهندس عبدالله بن إبراهيم الرخيص، عن تجربة تنموية رائدة شهدتها منطقة حائل خلال السنوات الست الماضية، حيث مثّلت نموذجًا حيًا لنجاح الحوكمة المحلية في تحقيق قفزات اقتصادية وتنموية مدروسة.

وبحسب ما ورد في التقرير الذي أعدّه الرخيص بعنوان «حوكمة تطوير المدن والمناطق»، تضاعف الناتج المحلي لمنطقة حائل من أقل من 27 مليار ريال إلى أكثر من 63 مليار ريال خلال فترة لم تتجاوز ست سنوات، وذلك نتيجة تنفيذ إستراتيجية تنموية شاملة أشرفت عليها هيئة تطوير منطقة حائل وارتكزت على نمط إداري مبتكر يدمج بين المسؤولية والتمكين والمحاسبة.

وأوضح الرخيص أن هذا التحول تحقق وفق نموذج قيادي تبنّاه سمو أمير المنطقة الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، حيث تم تأسيس مختبر تنموي بالشراكة مع جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) بهدف تصميم برامج محلية قائمة على الابتكار والبيانات والتكامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وانطلق المشروع فعليًا في شهر شعبان من عام 1438هـ بعد أقل من شهرين على تعيين سمو الأمير أميرًا للمنطقة.

وأشار إلى أن منطقة حائل مثّلت المملكة ضمن 9 فرق عالمية شاركت في مبادرة دولية شملت مدنًا ومناطق من إسكتلندا وإسطنبول وطوكيو ولوس أنجلوس ودبي وساوباولو وغيرها، حيث ركزت تجربة حائل على تقديم قيمة تنموية شاملة ترتكز على جودة الحياة ورفاه السكان وتحسين كفاءة الخدمات.

وبيّن التقرير أن نمط الإدارة المتبع اعتمد على المتابعة الدقيقة للأداء التنفيذي لكل قطاع تنموي من خلال لوحة مؤشرات شهرية تُقيّم بناءً عليها الجهات المختصة، ففي حال تحقق أداء متميّز يُمنح الدعم والتشجيع بينما إذا ظهر أي تعثر تُقدَّم المساندة والمعالجة لضمان استدامة التقدّم.

وأبرز التقرير أن منطقة حائل حققت تميزًا ملحوظًا في عدد من القطاعات وفي مقدمتها قطاع الخدمات البلدية من خلال أمانة المنطقة التي نفّذت مشاريع نوعية في البنية التحتية والخدمات ذات الأولوية ما انعكس إيجابًا على المشهد الحضري للمنطقة وأظهر حائل كواحدة من أجمل مدن المملكة من حيث التنظيم والتخطيط وجودة البيئة العمرانية.

وفي المجال الصحي سجلت المنطقة طفرة نوعية إذ ارتفع عدد الاستشاريين من أقل من 20 إلى نحو 500 استشاري خلال خمس سنوات وتضاعفت العمليات الجراحية بنسبة 600% كما أصبح مركز القلب والأورام في حائل مرجعًا طبيًا يستقبل الحالات من مختلف مناطق المملكة.

كما أطلقت المنطقة أول مؤتمر وطني لطب نمط الحياة تحت شعار “نمط الحياة على خطى حاتم الطائي”، بتنظيم وزارة الصحة بالشراكة مع تجمع حائل الصحي ليكون باكورة برنامج شامل يُعزز الصحة المجتمعية ويربط الأسرة بالطبيب المعالج عبر نموذج رقمي موحد هو الأول من نوعه على مستوى المملكة.

واختتم الرخيص حديثه بالتأكيد على أن تجربة حائل تمثل نموذجًا واقعيًا لتكامل الحوكمة الرشيدة مع الابتكار المحلي عندما تتوفر القيادة المُمكّنة والرؤية الواضحة والشراكات المعرفية والقياس المنتظم، معتبرًا أن هذه التجربة قابلة للتطبيق في مناطق أخرى ضمن إطار تنموي مستدام يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى للتنمية الشاملة.