
يُعتبر الظبي العربي، المعروف في لهجة البادية بـ«الظبي الجفول»، أحد أبرز رموز الحياة الفطرية في شبه الجزيرة العربية، حيث يتميز برشاقة الحركة وسرعة الهروب وطباعه المتحفّظة، فهو دائم الحذر والتأهب، مما انعكس على تسميته في اللسان العربي بـ«الجفول» للإشارة إلى حذره الشديد وسرعة فراره هذا الكائن لم يقتصر حضوره على البيئة فحسب، بل امتد أيضًا إلى الثقافة العربية كرمز للجمال والنفور الأنيق، فقد شبّه الشعراء المحبوبة به وخلّدوا صفاته في قصائد الغزل والوصف والرثاء منذ العصر الجاهلي وحتى الحاضر ما جعله رمزًا ثابتًا في الذاكرة الأدبية للصحراء.
في الموروث الشعبي، ارتبط الظبي الجفول بـ«هوى القناص»، نظرًا لما يتطلبه صيده من مهارات دقيقة في الترصّد والتخفي، خاصةً في البيئات الرملية المفتوحة التي تمنحه أفضلية في الميدان وتحوّل عملية الصيد إلى اختبار فعلي لمهارات الصياد وخبرته الميدانية تماشيًا مع جهود المملكة في حماية التنوع الحيوي، عملت الجهات المختصة -ممثلةً في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية والهيئات الملكية للمحميات- على تنفيذ مبادرات نوعية لإعادة توطين الظباء في مواطنها الطبيعية بعد أن تراجعت أعدادها نتيجة ممارسات الصيد غير المنضبط وتغيرات المناخ.
تأتي هذه الجهود ضمن إستراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى استعادة التوازن البيئي وتعزيز استدامة الحياة الفطرية بالتوازي مع برامج توعوية تستهدف تعزيز وعي المجتمع بأهمية المحافظة على هذا الإرث الطبيعي الأصيل.