أسعار النفط تتراجع بشكل كبير في الأسواق العالمية: ما تأثير ذلك على مصر؟

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا كبيرًا في شهر أبريل، حيث انخفض خام برنت بنسبة 15% وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 17%، وهو أكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر 2021 وفقًا لبيانات وكالة “رويترز”.

.

.

هذا التراجع جاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الثاني من أبريل عن فرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأمريكية، مما دفع الصين إلى الرد بفرض رسوم مشابهة، مما أدى إلى تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين وهما أيضًا من أكبر مستهلكي النفط.

.

.

هذا الانخفاض يثير تساؤلات حول تأثيراته على السوق المصري، خاصة أن مصر تعتمد بشكل كبير على استيراد احتياجاتها النفطية، فهل يمثل هذا الانخفاض فرصة لتقليل فاتورة الاستيراد أم أنه يشكل تهديدًا لموارد الدولة من التصدير والاستثمار في قطاع الطاقة؟

.

تذبذب الأسعار نتيجة سياسات دولية

.

يعتقد المهندس حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية سابقًا، أن الانخفاض الحالي يعود أساسًا إلى تطورات جيوسياسية وسياسات اقتصادية دولية أبرزها الحرب التجارية بين أمريكا والصين.

.

.

وأشار إلى أن هذا النوع من التراجع هو لحظي وغير دائم حيث يتأثر بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبالتالي ليس من المؤكد أن تستمر الأسعار في الانخفاض.

.

.

وأوضح عرفات لـ”سلاش ويب” أن تراجع أسعار النفط له جانب سلبي يتعلق بتقليص العائد من الصادرات البترولية إذ تنتج مصر جزءًا من الزيت الخام وتقوم إما بتصديره أو تحويله إلى مشتقات محلية لذا فإن استمرار انخفاض الأسعار يقلل القيمة التي تحصل عليها الدولة من هذه المنتجات.

.

.

من ناحية أخرى أشار إلى أن وجود وفرة مالية قد يسمح لمصر بشراء النفط بأسعار منخفضة ما يخفف العبء على الموازنة ويقلل فاتورة الاستيراد.

.

.

وأكد أن تأثير أسعار النفط العالمية على السوق المحلي ليس العامل الوحيد الذي يتحكم في أسعار المنتجات البترولية حيث توجد عدة عوامل أخرى تؤثر في تسعير المنتجات البترولية داخل مصر مثل سعر صرف الدولار والمصروفات المباشرة وغير المباشرة.

.

فرصة اقتصادية أم تهديد استثماري؟

.

اعتبر الدكتور حسن الخطيب، وزير الاستثمار خلال حوار سابق لبرنامج “كلمة أخيرة” المذاع على فضائية ON، أن تراجع أسعار النفط قد يمثل “فرصة واعدة” للاقتصاد المصري مؤكدًا أن الحكومة تتعامل بمرونة مع الظروف العالمية الراهنة وتسعى للحفاظ على مكتسبات الإصلاح الاقتصادي.

.

.

لكن يرى الخطيب أيضًا أن تراجع الأسعار قد يؤثر سلبًا على حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة وسط حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية.

.

مخاوف من تباطؤ الاستكشاف

.

قال وائل النحاس، الخبير الاقتصادي لـ”سلاش ويب”، إن تراجع أسعار النفط يمثل سلاحًا ذا حدين بالنسبة لمصر حيث يحمل مكاسب على مستوى الاستيراد لكنه يهدد أيضًا الاستثمارات الأجنبية في مجالات الاستكشاف والإنتاج.

.

.

وأوضح أن تكلفة إنتاج النفط في مصر تعد مرتفعة نسبيًا مقارنة بدول مثل السعودية ما قد يدفع بعض الشركات الأجنبية لتقليص نشاطاتها التنقيبية إذا استمرت الأسعار في التراجع.

.

.

وتابع أنه إذا استمرت الأسعار في الهبوط فقد تتباطأ الشركات في تنفيذ خططها الاستكشافية أو توقفها مؤقتًا خصوصًا بعد بدء استيفائها مستحقاتها المالية وقد ترى المخاطر تفوق المكاسب عند انخفاض الأسعار.

.

style= ” direction :rtl”>

< p > وحذر النحاس من احتمال لجوء بعض الشركات لتعويض خسائرها عبر تكثيف استخراج النفط من الآبار مما قد يؤدي لاستنزافها سريعاً كما حدث خلال أزمة الحرب الروسية الأوكرانية < / p >
< p > لكن النحاس يرى أنه يمكن اعتبار تقليل تكلفة الاستيراد أحد الإيجابيات المحتملة لانخفاض الأسعار مما يخفف الضغط على الموازنة العامة < / p >
< p > ومع ذلك شدد النحاس على ضرورة الحذر لأن الاعتماد المتزايد على الاستيراد قد يزيد الطلب على الدولار وهذا يحمل مخاطر إضافية تضغط على الاحتياطي الدولاري < / p >
< p > اقرأ أيضًا:< / p >
< p>

.